قتل مالا يقل عن 20 شخصا وأصيب نحو 90 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، في قصف مدفعي نفذه
الحوثيون والقوات الموالية لهم على مناطق مكتظة بالسكان في مدينة
تعز (جنوب
اليمن).
وأفاد ناشطون مقربون من المقاومة أن الحصيلة الأولية للمجزرة الدموية الأربعاء في تعز، جراء القصف الذي استهدف سوقا شعبيا وأحياء سكنية أبرزها "التحرير وجمال" في المدينة، بلغت نحو عشرين مدنيا وإصابة قرابة 90 آخرين بينهم نساء وأطفال.
يأتي هذا، في وقت اتهمت منظمة "
هيومن رايتس ووتش" الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح بانتهاك قوانين الحرب واستخدام أسلحة متفجرة ثقيلة أثناء القصف على مدينة تعز، دون مراعاة لأمن مدنييها.
وقال تقرير صادر عن المنظمة الأربعاء، إن عددا من الأحياء السكنية في مدينة تعز تعرضت لقصف قام به الحوثيون وقوات صالح وبشكل عشوائي ومتكرر العديد من الأحياء السكنية في مدينة تعز بقذائف الهاون وصواريخ المدفعية، معتبرة أن هذه الهجمات تنتهك قوانين الحرب.
وأضاف تقرير المنظمة الدولية أن الحوثيين يفرضون حصارا خانقا على المدينة من خلال مصادرتهم منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015 الإمدادات الغذائية والطبية من المدنيين في المدينة بشكل غير شرعي".
ودعت "رايتس وتش" القوات الموالية للحوثيين إلى اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتقليل الضرر الذي يصيب المدنيين، وإنهاء المصادرات غير المشروعة للسلع الغذائية الأساسية من المدنيين، ومساءلة القادة المسؤولين عن الهجمات غير المشروعة.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إن "القوات الموالية للحوثي تقصف تعز دون مراعاة لأمن مدنييها، داعيا الحوثيين وقف قصف المناطق المأهولة في المدينة بالأسلحة المتفجرة الثقيلة".
وأشار التقرير إلى أن "المنظمة" وثقت ثلاث هجمات على تعز في آب/ أغسطس 2015، شنتها قوات الحوثيين مدعومة من القوات العسكرية الموالية لعلي عبد الله صالح، أسفرت عن مقتل 14 مدنيا منهم خمس نساء وخمسة أطفال.
ووفقا لـ"هيومن رايتس وتش"، فإن ممثليها زاروا في أيلول/ سبتمبر الماضي، ثلاثة أحياء في تعز تخضع جزئيا لسيطرة مسلحة من "اللجان الشعبية" المحلية المعارضة للحوثيين؛ حيث تتعرض هذه الأحياء منذ آذار/ مارس لقصف من أتباع جماعة الحوثي بالصواريخ وقذائف الهاون.
وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة أنها قامت بفحص مواقع ارتطام الصورايخ والقذائف وبقايا الأسلحة التي استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم، تبين أنهم استخدموا قذائف المدفعية، بما فيها على ما يبدو صاروخ "غراد"، وقذائف هاون قادرة على الانفجار والانشطار والتسبب في خسائر بشرية ومادية فوق مساحة واسعة.
وتابع التقرير أن "هذه الأسلحة، لا سيما القذائف غير الموجهة، يصعب أن تصيب أهدافها بدقة، عندما توجه إلى مناطق مأهولة، فإنها تصيب أهدافها عشوائيا.
وبحسب "رايتس ووتش" فإن الهجمات العشوائية تنتهك قوانين الحرب وقد تصل إلى مصاف جريمة حرب حين تنفذ عن عمد أو بتهور.