هذه الأمور الأربعة مثّلت قاسما مشتركا بين اهتمامات الصحف
المصرية الصادرة الأربعاء 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، مع فارق بسيط هو أنها لم تفصح عن أن قائمة "في حب مصر"، التي حصدت المقاعد المخصصة للقوائم في هذه المرحلة للانتخابات النيابية (75 مقعدا)؛ مصنوعة ظهيرا لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في البرلمان المقبل، بل حرصت على إبراز فوزها، وتسويقها لدى الجماهير، باعتبارها "تطورا إيجابيا" للحياة السياسية، وإنجازا يحسب للشعب نفسه.
وربطا لهذا الفوز للقائمة المذكورة، مع إعادة غالبية المرشحين على المقاعد الفردية، تجسد إجماع الصحف.
فصدرت الأهرام بمانشيت يقول: "الفردى إعادة.. والقوائم لـ"حب مصر"، مشيرة إلى أن المؤشرات الأولية غير الرسمية أظهرت "أن قائمة "في حب مصر" تتجه للفوز بالمقاعد الستين فى الصعيد وغرب الدلتا على حساب قوائم الجبهة والاستقلال ونداء مصر والنور".
وتطابق مانشيت الأهرام مع مانشيت "الشروق" الذي قال: "الإعادة للفردي.. والحسم لـ"القوائم".. فوز "في حب مصر" بالصعيد وغرب الدلتا.. بثلثي أصوات الخارج".
أشارت الصحيفة إلى "تمكُّن قائمتي "في حب مصر" بالصعيد وغرب الدلتا من حسم الجولة الأولى لصالحها، بعد حصولها على الأغلبية المطلقة (50% + 1).
ونقلت عن مصادر قضائية "فضلت عدم ذكر اسمها" قولها إنه: "بشكل عام فإن جولة الإعادة لن يكون فيها قوائم، بعد أن أظهرت المؤشرات الأولية حصول قائمة "في حب مصر" على الأغلبية المطلقة (50% + 1 من إجمالي الأصوات) في دائرتي الصعيد، وغرب الدلتا"، حيث حصدت 54.7% من الصعيد، و53% بغرب الدلتا"، وفق الصحيفة.
وفي السياق نفسه، قالت الأخبار: فوز قائمتي "في حب مصر".. وإعادة على 222 مقعدا".. فيما قالت الدستور: "اكتساح قائمة "في حب مصر".
ومن جهتها قالت "الوطن": مؤشرات المرحلة الأولى: "في حب مصر" تكتسح.. بينما قالت المصري اليوم: ""حب مصر" تكتسح القوائم.
الإعادة على المقاعد الفردية
أبرزت صحف الأربعاء أن هناك جولة إعادة ستتم على غالبية المقاعد الفردية.
وذكرت الشروق أن "4 مرشحين فقط يفلتون من مقصلة الجولة الثانية"، موضحة أن النتائج الأولية غير الرسمية للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، التي جرت على مدى يومين في 14 محافظة، كشفت دخول جميع مرشحي الفردي باستثناء 4 مرشحين فقط، جولة الإعادة، التي ستجري يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين".
ونقلت عن "مصادر قضائية" قولها إن الإعادة ستكون العنوان الرئيس على المقاعد الفردية في هذه المرحلة خاصة أنه من بين 226 مقعدا فرديا بالمرحلة الأولى، لم يتم حسم منها سوى 4 مقاعد (تقريبا)، "وهو ما يعني إجراء الإعادة على 98% من المقاعد الفردية"، وفق "الشروق".
في السياق نفسه قال مانشيت الأهرام: "الفردى إعادة .. والقوائم لـ"حب مصر"، مشيرا إلى أن "المؤشرات الأولية غير الرسمية أظهرت "أنه ستجرى عملية إعادة على الغالبية العظمى من المقاعد الفردية".
وقالت اليوم السابع (في المانشيت): "انتخابات البرلمان.. ملاحق.. منافسة ساخنة في الإعادة بين مستقبل وطن والمصريين الأحرار والوفد.. والنور يترنح بعد "صفعة القوائم".
ومن جهتها قالت "الوطن": المستقلون يسيطرون على سباق الفردي و8 مرشحين أقباط في الإعادة بالمنيا.. فيما قالت المصري اليوم: الإعادة تحكم الفردي.
طرد "النور"
تعبير استخدمته صحيفة "المقال"، ولكنها بدلا من استخدام كلمة النور"، استخدمت كلمة "السلفيين"، فقالت: "الشعب يطرد السلفيين من البرلمان"، وذلك في تعميم لحزب "النور" على الحالة السلفية بمصر، وهو تعميم خاطيء بالتأكيد، إلا في حالة أن يكون المقصود به هو "سلفيو السيسي"، الذين أعلنوا تأييده، وساروا في ركابه.
والعنوان السابق اختاره رئيس تحرير الصحيفة، إبراهيم عيسى، لمقاله الذي تصدرها، واعتبر فيه أن "هذه الانتخابات تحولت إلى استفتاء مصيري على مستقبل السلفيين في مصر".
وأضاف: "النتيجة ساطعة ناصعة: سقوط مروع لحزب النور في الانتخابات، تحديدا في منطقة نفوذه، حيث رهانه الأساسي على الإسكندرية، والبحيرة، وغرب الدلتا عموما".
وتابع: "برغم وجود عدد من السلفيين في انتخابات الإعادة، صار واضحا أن هذا التيار يفقد قدرته على التلاعب بعقول الناس الغلابة، وغسل مخ الشعب، والقدرة على استغلال واستغفال الست المصرية الجدعة والطيبة والمعيلة، وفقد قوته في حشد المنتقبات، وتحويل الجوامع إلى مقرات للتعبئة والدعاية، برغم أنه حاول أكثر من هذا، وأكثر"، على حد قوله.
وتابع عيسى حديثه: "أدرك الشعب المصري - ممثلا في هذه النسبة التي خرجت للصناديق - أن
حزب النور شريك الإرهابيين في التكفير والفتنة المذهبية والطائفية، وأنه خطر حقيقي داهم على هوية المصريين ببداوة أفكاره، وصحراوية فقهه، ووهابية مذهبه، وطائفية دعوته"، بحسب وصفه.
وتابع هجومه: "طرد الشعب المصري هذه الأفكار الظلامية من البرلمان، وأخرج هذا التيار الذي لا يؤمن بالوطنية المصرية، ولا بالوطن خارج حدود التأثير على صناعة القرار التشريعي".
ومن جهتها، تساءلت الشروق: لماذا خسر النور في عقر داره؟". ونقلت عن كمال الهلباوي قوله إن "محاولات أنصاره غسل سمعتهم لم تقنع الناس بأنهم ليسوا "متطرفين"، وفق رأيه.
وسخرت اليوم السابع من حزب النور، ولم تخف شماتتها في خسارته، فخرجت بمانشيت ساخر يقول: "مين اللي طفى (أطفأ) "النور".
وأضافت: "الإسكندرية تكتب كلمة النهاية لقائمة "الحزب السلفي".. وسقوط مخز أمام قائمة "في حزب مصر" بمختلف الدوائر".
من جهتها قالت "الوطن": "الشعب يوجه لطمة لـ"السلفيين".
بل خصصت "الوطن" مانشيتها للقول: ".. وقالت الصناديق ل"النور": "لا"، موضحة أن "نتائج حصر الأصوات باللجان العامة كشفت عن فشل ذريع لحزب "النور"، وخسارة معظم مرشحيه، وخروجهم من الجولة الأولى في معظم المحافظات".
وأكدت الصحيفة أن الحزب أضاع فوزا سهلا ب3 مقاعد في دائرة "العامرية" صاحبة أكبر كتلة سلفية بالمحافظة ليدخل منافسوه "الإعادة".
في السياق نفسه، قالت المصري اليوم: "ليلة سقوط "النور".. هواتف مغلقة.. وصدمة في رباعي الإسكندرية".
وفاة الأحزاب التاريخية
هذا هو التعبير الذي استخدمته صحيفة "المصري اليوم" في مانشيتها إذ قالت: "المؤشرات الأولية: وفاة "الأحزاب التاريخية".. المستقلون و"الأحزاب الجديدة" يكتسحون المرحلة الأولى ل"النواب".
وفي التفاصيل قالت: "كشفت المؤشرات الأولية لعملية فرز الأصوات عن مفاجآت عدة، من بينها صعود قوى سياسية جديدة، تتمثل فى الشباب والمستقلين، وسقوط القوى القديمة أو التقليدية التي راهنت على التاريخ، مثل الوفد أو التجمع أو أحزاب اليسار عموما، أو التي راهنت على الدين، مثل "النور".
وأضافت: "أسفرت النتائج الأولية عن تراجع واضح في عدد الأصوات التي حصل عليها حزب النور السلفي، على مستوى المقاعد الفردية والقوائم في قطاع غرب الدلتا، الذي يضم أغلبية كبيرة لمؤيدي الحزب السلفي.
وبحسب "المصري اليوم": "رصدت النتائج الأولية تقدّم مرشحي حزب مستقبل وطن، الذي يُعتبر "آخر عنقود" الأحزاب التي تم إشهارها مؤخرا، وجاءت أرقامه متقدمة عن غيره من الأحزاب، ما دفع عددا من السياسيين إلى وصفه بـ"الحصان الأسود" في الانتخابات، إذ يخوض الإعادة على 48 مقعدا.
وتابعت الصحيفة: "جاء حزب "المصريين الأحرار" فى المقدمة أيضا محققا أرقاما مرتفعة، أهّلت مرشحيه على الفردى للإعادة على أكثر من 60 مقعدا، بينما تراجعت قائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال التي يترأسها أحمد الفضالي".
وفي السياق غير بعيد، قالت "الشروق": "المصريين الأحرار" يخوض الإعادة ب65 مرشحا.. و"مستقبل وطن" ب48.. و"الوفد" ب32.. و"النور" ب22".
وأخيرا، قالت "الوطن": "المصريين الأحرار" يتقدم يليه "مستقبل وطن" ثم "الوفد".. واليسار لم ينجح أحد".