دعا "سوار
الأسد" ابن عم رأس النظام السوري، الثلاثاء، إلى ما أسماه "التحول السلمي التدريجي" للسلطة في
سوريا، منتقدا في الوقت ذاته "السياسات الأمريكية في التعامل مع الأزمة السورية".
جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته منظمة "ميدل إيست بولسي كاونسل" في العاصمة الأمريكية، واشنطن، حول الحرب على تنظيم الدولة، أكد فيه "سوار" أن "العالم لا يفعل ما فيه الكفاية لإيقاف هذا التسونامي"، في إشارة إلى التنظيم.
وتابع "سوار" الذي يمثل "التجمع القومي الديمقراطي الموحد" الذي يقدم نفسه على أنه معارض للنظام السوري داخل البلاد، قائلا: "نحن بحاجة إلى ترتيب أولوياتنا، إذا كانت الأولوية لتغيير النظام فسوف يكون علينا استخدام استراتيجية معينة، أما إذا كانت الأولوية هي محاربة ما يدعى (داعش)، فسيكون علينا استخدام سياسة مختلفة".
وأكد "ضرورة التعامل بطريقة مختلفة عن التي اتبعتها سياقات السياسة الخارجية الأمريكية مع بشار الأسد في السابق"، مضيفا: "شاهدنا العديد من الدعاوى للأسد للتنحي، ولكنه وبكل وضوح لم يستجب لها، أعتقد أنه حان الوقت الآن، وبعد أكثر من أربع سنوات، أن نفهم أنه لن يستجيب لهذه الدعوات".
وانتقد "سوار" سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية، بقوله "السياسة الخارجية الأمريكية في سوريا مرتبكة، ليس هنا فحسب، ولكن أعتقد بأن كل سياساتها في سوريا مرتبكة، فنحن نرى أناسا يقاتل بعضهم بعضا، لكنهم يعملون سوية في الوقت ذاته".
وقال: "إذا اعتبرنا محاربة داعش لها الأولوية وأردنا أن ننتصر، فسيكون علينا التعامل مع القوى على الأرض، وفي هذه الحالة فإن أحداها هي بشار الأسد، ولم لانفعل هذا؟!".
ولفت إلى أن "الغارات الجوية الأمريكية التي بدأت قبل سنة خلت، مرحب بها جدا، وهي دليل على نوايا طيبة، لكنها ليست كافية"، مشيرا إلى أنه "لا يمكننا هزم الإرهاب من الأجواء، هذا مستحيل، لقد حاولنا هذا، والتاريخ يخبرنا أن هذا مستحيل، لقد شاهدنا النتائج في ليبيا والنتيجة كانت فوضى، ونحن لا نريد لسوريا أن تصبح ليبيا، لأنها ستكون كارثة حقيقية للمنطقة بأسرها".
وانتقد "سوار" محاولة الإدارة الأمريكية تدقيق خلفية المتطوعين السوريين المنضمين إلى برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية، عازيا إخفاقها في ذلك إلى ضبابية الموقف داخل البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية، بحسب قوله.
واستطرد قائلا: "لا يمكن معرفة الإرهابي المحتمل في سوريا من الشخص الجيد، هذا الأمر صعب على السوريين أنفسهم، فكيف نتوقع لأمريكي أو بريطاني أو فرنسي أن يتمكن من ذلك؟ إنها عملية صعبة جدا".
ودعت الإدارة الأمريكية إلى تدريب وتسليح فصائل من المعارضة السورية لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، وهو أمر خصص له الكونغرس الأمريكي ميزانية بلغت 500 مليون دولار، إلا أن الإدارة الأمريكية أعلنت، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنها ستوقف البرنامج بشكل مؤقت، معربة عن أملها في إعادة العمل به عندما "تسنح الظروف".
وبدا "سوار" أكثر ارتياحا في الحديث عن ضربات
روسيا الجوية، بقوله: "لدينا الآن الغارات الروسية، سمعت الكثير ممن يقولون إنها جيدة، كما سمعت الكثير ممن يقول إنها سيئة، لكن الواقع يقول إننا نرى جيش الدولة السورية يتقدم الآن على الأرض، هذا الجيش يزحف ضد داعش، والعديد من قوى داعش أصبحت مضعضعة بسبب الغارات حتى في مدينة الرقة".
وبرر "سوار" ما وصفه بالتقدم بأنه حصل "بسبب التنسيق (الروسي) مع القوات البرية المتمثلة بالقوات الكردية والجيش العراقي والجيش السوري".
وأكد أن "التحول السلمي والتدريجي الذي نادت به منظمتنا على مدى عشرين سنة، هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها رؤية تغيير في سوريا"..
وتجنب "سوار" خلال المؤتمر الحديث عن أرقام ضحايا القصف الجوي الذي يمارسه النظام السوري ضد المدنيين، وهي الأرقام التي قال عنها أحد الحضور إنها فاقت مجموع ما قتله تنظيم الدولة.