هاجم نشطاء أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي رئيس حكومة الإقليم الكردي في شمال
العراق، نيجيرفان
بارزاني، لمسارعته إلى زيارة
إيران مع كل أزمة داخلية تعصف بالإقليم، ساخرين من خلو "بروتوكول" الزيارة من أي وجود لعلم الإقليم أو العراق، ومن الاستقبال الضعيف الذي يقابل به كل مسؤول كردي يزور طهران، بحسب المنتقدين.
ودعا المدون الكردي "ماموستا ريباز" قيادات الحكومة الكردية إلى التخلي عن تقليد المسارعة في زيارة طهران مع كل أزمة داخلية، وآخرها ما قام به رئيس الحكومة عقب اندلاع التظاهرات في مدينة السليمانية للمطالبة بمعالجة الأزمة المالية، وما رافقها من تصعيد حكومي تمثل في طرد رئيس البرلمان ووزراء تابعين لحزب التغيير المعارض.
وقال ريباز على مدونته "آزادي" (وتعني الحرية)؛ إن "الجميع يعلم بأن مشاركة رئيس الحكومة في المؤتمر الأمني المنعقد في طهران هي مجرد واجهة وحجة لتبرير الزيارة الساعية إلى طلب التدخل الإيراني، من أجل إيقاف موجة التظاهرات المستمرة منذ أسبوعين"، مطالبا بارزاني بالجلوس مع أبناء الشعب والتفاهم معهم بدلا من طلب هذا الأمر من حكام إيران.
من جهته، سخر الناشط "فرهنك خوله سور" من "الاستخفاف" الذي تتعامل به حكومة إيران مع المسؤولين
الأكراد الذين يزورون طهران، لافتا إلى أن مراسيم الاستقبال في المطار لا تضم غالبا أي مسؤول إيراني، وتقتصر على شخص ممثل حكومة الإقليم في طهران، أو في أحسن الأحوال يكون في استقبالهم السفير العراقي في إيران.
ويضيف "خوله سور "، في منشور له على صفحة "خوركه ده رجووه " في "فيسبوك"، إن المسؤولين الإيرانيين الذين استقبلوا نيجيرفان بارزاني في طهران امتنعوا عن وضع علم الإقليم أو حتى علم العراق في قاعة الاستقبال أو الغرفة التي جرت فيها الاجتماعات، واقتصر المشهد على العلم الإيراني، وهو ما اعتبره الناشط سخرية من أبسط الإجراءات البروتوكولية والأعراف المتبعة في زيارات المسؤولين بين الدول.
ونشرت عشرات الصفحات الكردية في موقعي "تويتر" و"فيسبوك" صورا تظهر رئيس نيجيرفان بارزاني مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، و أمين المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ومسؤولين آخرين، حيث يظهر فيها العلم الإيراني فقط، مع تعليقات وتبريرات ساخرة بعدم توفر علم كردي أو عراقي لدى إيران.
وفي السياق نفسه، نشر أستاذ الأدب الكردي بدرخان البرزنجي؛ جانبا من تصريح للاريجاني الذي قال إنه "لا يمكن السماح بوقوع اضطرابات وخلافات في إقليم
كردستان، ويجب السعي لإجراء مفاوضات وحوارات لحل المشاكل، على أن تكون الأولوية لمواجهة مخاطر الإرهاب والمشاكل المالية".
وعلق البرزنجي على تصريح لاريجاني بالقول: "هل هذا تصريح مسؤول في دولة مجاورة أم حاكم عسكري يقدم لنا التعليمات التي يجب علينا اتباعها؟"، مطالبا المسؤولين في دائرة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان بالرد وطلب توضيح على هذه التصريحات.
ويشهد الإقليم الكردي منذ أسبوعين موجة احتجاجات واسعة، على خلفية عدم توزيع رواتب الموظفين. وشهدت الأزمة تطورا نوعيا بعد قيام متظاهرين في مدينة السليمانية بحرق مقرات الحزب الديمقراطي الحاكم، بزعامة مسعود بارزاني، كما وقعت صدامات أدت إلى مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة آخرين.
ورأى مراقبون أن الاحتجاجات الأخيرة وما رافقها من أحداث عنف؛ تمثل التهديد الداخلي الأكبر للإقليم منذ انتهاء الحرب الأهلية الكردية التي دارت في تسعينيات القرن الماضي، وانتهت بتوقيع الاتفاق الإستراتيجي بين حزبي الاتحاد بزعامة جلال طالباني والديمقراطي برئاسة مسعود البارزاني.