أين الناخبون؟؟ في بيوتهم.. في أسواقهم.. في أماكن أشغالهم يكسبون قوت يومهم في ظل هذه الظروف غير المسبوقة.. لا يبالون البتة بما يجري، لأنهم ببساطة ليسوا معنيين بما يجري!
لا أدري لم التعجب والاندهاش من الشعب "اللي مجاش"؟؟ وفي أي انتخابات سابقة منذ الانقلاب ذهب الشعب إلى صناديق الاقتراع؟؟ وكأن الشعب نزل في مسرحية الرئاسة التي فاز فيها
السيسي بنسبة 96%؟؟ أو في الاستفتاء على دستور "المتخوزقين"؟؟
لا توجد انتخابات في
مصر! هذه حصيلة اليومين الماضيين! مايجري هو مجرد تواجد لبعض الجنود أمام بعض المدارس لحراسة بعض القضاة الذين يشعرون بالملل، ويتجاذبون أطراف الحديث مع مندوبي المرشحين النائمين!
هناك من يتناسى عمدا - أو استعباطا - أن أغلبية الشعب أعطت صوتها لفصيل سياسي فاز في خمس استحقاقات انتخابية، في وقت كان هذا الفصيل يعاني من حملات تشويه تسقط دولا وليست أحزابا!!
وهناك من لا يريد أن يرى حصول الإخوان على الصدارة في جميع الانتخابات على التي خاضوها في المناخ الحر الاستثنائي الذي تفجر بعد الثورة، وشرع ينشر الأكاذيب الباطلة حول هذه الانتصارات الكاسحة.
1- الكومبارس: الأغلبية القليلة والأقلية الكبيرة!
فلسفة باطلة من أحد أهم منظري التعريض في مصر في العصر الحديث! الكومبارس الذي قام بدور المحلل في انتخابات باطلة شرعا وقانونا ليصل السيسي إلى منصب الرئاسة، على جثث المصريين والدستور الذي أقسم بالله العظيم على احترامه!
اتضح للجميع حجم شعبية كومبارسات السياسية مثل حمدين صباحي وشعبية حزبه والأحزاب التي تحالف معها في جبهة الإنقاذ! وافتضح أمره لكل من كان لا يزال مخدوعا فيه، وظهر على حقيقته: كومبارس انتخابات!
أين الأقلية الكبيرة التي كانت تزاحم الإخوان؟؟ أي من طالبوا العسكر بعدم إجراء انتخابات 2011 في موعدها لأن الإخوان فقط هم الذين على استعداد لها؟؟ الآن لا يوجد إخوان ومع ذلك هم كالأصفار! لقد كانت كذبة مفضوحة لا أكثر!
2- المبالغة في أعداد 30 يونيو!
كل الذين ذهبوا إلى هذه الانتخابات (وعددهم لا يتجاوز 1-2%) كانوا موجودين بالضرورة في سهرة 30 يونيو، وإذا أضفت عليهم 1-2% من العلمانيين المقاطعين لهذه الانتخابات لعرفت حقا عدد من تظاهر يوم 30 يونيو مطالبين بانتخابات مبكرة.
البعض يبالغ في عدد هؤلاء العلمانيين، الذين يسارعون الآن بكتابة تغريدات تنتقد الإقبال الضعيف وكأنهم مسؤولين عن هذه المقاطعة، وهذا كلام مردود عليه بالثلث!
1- هؤلاء العلمانيون لم يقاطعوا انتخابات الرئاسة وشاركوا فيها، ومع ذلك كان الإقبال أيضا ضعيفا، ومن قبل شاركوا في الاستفتاء على الدستور! من قاطع هذه الانتخابات والتي قبلها هم الإخوان المسلمون وأنصارهم، أي أنهم العامل الثابت في المعادلة، وإليهم ينسب قرار المقاطعة!
2- موقع ميدل ايست مونيتو البريطاني سبق وأن ذكر في يوليو 2013 أن المجموع الكلي للمتظاهرين في ميدان التحرير ومنطقة القصر الرئاسي بلغ حوالي 632,000 متظاهرا! (رابط التقرير- الإحصاء النهائي: الفقرة الخامسة من أسفل: https://goo.gl/zx8GeW)
3- موقع جوجل ايرث الشهير نفى أن يكون قد أصدر أية أرقام بشأن أعداد المتظاهرين في 30 يونيو،,وقال بالنص أن الإحصائيات المنسوبة إليه غير صحيحة: statistics attributed to the web giant were "untrue." بعد أن ادعى بعض منافقي الإعلام أن الموقع الشهير صور المتظاهرين بالقمر الصناعي وقدر أعدادهم بـ 30 مليونا!
4- الزيت والسكر واستخدام الدين!
وإذا كان الإخوان حازوا أصوات الناس بالزيت والسكر كما يدعي هؤلاء، فما تفسير حصول الإخوان على الأغلبية في انتخابات النقابات كالأطباء، وكذلك أرقى النوادي الأهلية في القاهرة والمحافظات؟؟
ومن يعطي صوته للزيت والسكر ألا يكون حريصا عليه أكثر اليوم في وقت الأزمة الاقتصادية الطاحنة؟؟
ومن يعطي صوته للزيت والسكر ألا يخشى أكثر من ويتفجر الرعب في قلبه حين يسمع إعلاميو السلطة ووزرائها يحذرون من غرامة انتخابية قدرها 500 جنيها؟؟
إرهاب فكري آخر مارسه إعلام الانقلاب بإصدار علماء السلطان فتاوى باطلة بأن تارك الانتخابات كتارك الصلاة (!!)، وهو شيء لم يقل به أحد من المتقدمين ولا المتأخرين من الفقهاء! ويا للعجب فقد كانوا يتهمون الإخوان دوما باستغلال الدين!
هذه الفتاوى الشاذة لم تجد صدى عند أحد، لأنها صادرة من أشخاص لا يعرفهم الناس ولا يثقون في فتاويهم!
***
لعل ما يجري الآن الإنذار الأخير لكل من يترك ماخور الانقلاب، ويقفز من سفينو 3 يوليو التي تتأرجح في بحور الدماء التي سفكها السيسي!
إنه استفتاء على كل الحقبة الماضية، منذ أن قرر الجيش أن يفرض على الشعب مسارا سياسيا محددا في خارطة طريق يستحوذ فيها على معظم مقدرات الناس، ويحكمهم بالحديد والنار، بدلا من أن يحميهم! ومن يعترض فعليه أن يواجه الدبابة الأمريكاني التي تعطي فوهتها للمصريين ومؤخرتها لإسرائيل!