قضايا وآراء

ما الحدث الذي لم يتكلم عنه رئيس الوزراء التركي؟

عبد القادر سلفي
1300x600
1300x600
أثناء قيام رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بعرض تصريحات مهمة على قناة " ني تي في"، كنا مع عمر تشيلك نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية كممثل عن مدينة أنقرة.

ما هو جدول الأعمال؟ هل هناك محادثات عن جدول أعمال جديد بعد الانفجار الذي حصل في أنقرة؟ كان هناك في تصريحات رئيس الوزراء العديد من المعلومات المهمة، احداها كانت عن حدث في اسطنبول وآخر في أنقرة تم منعهم من حدوث الإنفجار. حاولت أن أصل إلى تفاصيل هذان الحدثان، ولكن ظهر أمامي جدول مرعب.

قبل تفجير أنقرة بيوم، تم اكتشاف انتحاري أراد تفجير نفسه أمام مديرية شرطة اسطنبول في شارع وطن، مديرية اسطنبول، التي حصل اعتداء من قبل انتحاري، هذه المرة اكتشف الهجوم قبل حدوثه أثناء جولة استكشافية.

أما طبيعة أطراف الخيوط التي تحدث عنها رئيس الوزراء بما يخص هجوم أنقرة فقد كانت مختلفة. قبل الاعتداء الذي حصل في محطة القطار  بأنقرة بـ 3-4 أيام، تحديداً في الليلة الواصلة بين الاثنين والثلاثاء، تم القبض على إرهابي وبحوزته سلاح ناري أثناء التحضير لهجوم يستهدف المحكمة العليا التركية.

في كلا الهجومين، الهجوم الانتحاري الذي كان سيستهدف مديرية شرطة اسطنبول وهجوم أنقرة الذي كان سيستهدف المحكمة العليا، تبين أن الإرهابيَّين هما أعضاء في "حزب التحرر الشعبي الثوري- جبهة". ولتجنب إثارة السخط العام في الشارع التركي وأي انجراف للصراع كما أوضح رئيس الوزراء، فإن التفاصيل لم يعلن عنها للجمهور في آنه.

أريد أن أشارككم بعض التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات للهجوم المُستهدف لوزارة العدل التركية. المنظمة تسعى وراء عمل يسبب ضوضاء في المجتمع التركي.

فالحدث هذا يشبه في طبيعته حدث محكمة تشاغلايان. ففي الأول من نيسان لعام 2015، قام أعضاء من "حزب التحرر الشعبي الثوري-جبهة" باقتحام محكمة تشاغلايان وأخذ المدعي العام محمد سليم كيراز كرهينة ثم قتله. وعلى الشاكلة ذاتها، فإن الإرهابي الذي تم القبض عليه بحوزته السلاح الناري قد تم اكتشاف أنه كان يخطط لتنفيذ عملية اغتيال. فقد تم القبض والتحفظ عليه بإحكام أثناء تحضيره لاقتحام المحكمة العليا بهدف خطف شخص ما ثم قتله.

وقد حاول انتحاري يُدعى أيوب بياز، في الأول من تموز لعام 2005 وفي فترة ولاية وزير العدل الأسبق جميل تشيشيك، الدخول لمقر وزارة العدل، ليتم قتله بعد ذلك برصاص موظفي الأمن. الانتحاري ناشط "حزب التحرر الشعبي الثوري-جبهة" كان قد اختار وقت دخول الوزير تشيشيك لمقر الوزارة لتنفيذ العملية.

وكان هناك أيضا تحضير لهجوم ثالث يستهدف عمليات في الجنوب الشرقي للبلاد كانت المنظمة قد أعلنت أن هذه العمليات تستهدف مقابر أطلقت عليها اسم "مدافن شهداء". وكرد على هذه العمليات، كانت المنظمة تخطط لاستهداف مقبرة شهداء إدرنة كابي في اسطنبول بواسطة قنبلة موضوعة في "طنجرة ضغط"، أعضاء المنظمة، الذين خططوا للهجوم أرادوا إحداث مجزرة عن طريق تفجير القنبلة بجنازة شهيد، قد تم القبض عليهم في اسطنبول. ليتم تجاوز الحدث بسلام.

في الوقت نفسه، كانت هناك فوائد بالنظر إلى ما حصل لأجنحة الحكومة بعد تفجير أنقرة.
كان رئيس الوزراء داوود أوغلو من أوائل من لاحظوا خطورة الوضع، فقد دعا لاجتماع قادة الأمن سريعا. داوود أوغلو، قام باستجواب القادة الأمنيين في الاجتماع عن سبب اتخاذ التدابير الأمنية في منطقة "الصحية" التي كان من المقرر أن تُعقد المظاهرة فيها ولم يكن هناك أي احتياطات أمنية كافية في مكان التجمع. يسأل أسئلة من المعقول أن تخطر على بالنا جميعا، ويعطي تعليماته بفتح تحقيق للكشف عن المسؤولين عن الحدث.

كما أن هناك عملا آخر يقوم به رئيس الوزراء، فقد أعطى تعليماته لتطوير مفهوم الأمن وتجديده عن طريق استخراج النتائج من التفجير المريع في محطة قطار أنقرة.

ليس الموضوع أن يستقيل وزيرا العدل والداخلية أو إقالتهما من موقعهما، لكن وجوب عملهما ليل نهار لتوضيح تفاصيل الحدث، وإقالة من يُرى أنه قد قصّر في عمله من الأركان المدنية و قادة الأمن. رئيس الوزاء كان قد أوضح عن قرب الكشف عن هوية شخص مرتبط بالانتحاري منفذ العملية. وأريد أن أشارك بعد المعلومات من وراء كواليس دعوة رئيس الوزراء لقادة الأحزاب ولقاءه برئيس حزب الشعب الجمهوري.

رئيس الوزاء كان قد أعطى تعليماته لأعضاء مجلس الوزراء بتواصلهم شخصيا مع قادة الأحزاب وإبقائهم مطلعين على المستجدات المتعلقة بالحدث. داوود أوغلو نفسه، في الوقت الذي كان وزيرا للخارجية، كان يذهب لزيارة قادة أحزاب المعارضة وإعطائهم معلومات بما يتعلق بالسياسة الخارجية التركية. وعلى أثر هذا، قام وزير الداخلية سلامي التِنوك بنقل معلومات عن الحدث لكيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض.

وعلى إثر لقاء رئيس الوزراء بكيلتشدار أوغلو قام مدير دائرة الاستخبارات بالمديرية العامة للشرطة بعرض المعلومات التي تم التوصل إليها بما يتعلق بالتفجير على رئيس حزب الشعب الجمهوري. ولدى سؤال كيليتشدار أوغلو عن وكيل جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، قام رئيس الوزاء بإعطاء تعليمات لمرافقيه بإحضار هاكان فيدان. ولعلم رئيس المرافقين "سيد احمد اشكن" بجدول أعمال وكيل الاستخبارات هاكان فيدان أجاب بـ:" سيدي، حاليا يتواجد هاكان فيدان بهيئة الأركان العامة بسبب اجتماع خاص". ليتم التواصل بعدها مع وكيل المخابرات هاكان فيدان ويحضر على إثر ذلك إلى قصر تشانكايا الرئاسي، ولكن بسبب مغادرته للقصر، لم يتمكن أن يلتقي بكمال كيليتشدار أوغلو. لم يعرض كيليتشدار أوغلو في خضم اللقاء إقالة وكيل جهاز الاستخبارات العامة، فقط كان سؤاله بغرض الحصول على بعض المعلومات. ولكن يوضح لرئيس الوزراء أن التغريدات التي انتشرت لبرهان كوزو وأيدن أونال هي تغريدات قديمة تم نشرها من جديد من قِبل أشخاص ما.

رئيس الوزراء، الذي وضع التغريدات أمام كيليتشدار أوغلو، أوضح أنه يزعجه هذا النوع من التغريدات كتغريدة أخرى لوكيل رئيس حزب الشعب الجمهوري، ليتفق معه كيليتشدار أوغلو بأنه يشعر أيضا بالانزعاج من هكذا تصريحات.

لقاء رئيس الوزراء داوود أوغلو بزعيم الشعب الجمهوري في وقت حرج كهذا يحمل الكثير من الأهمية. تعاون الحزبين الكبيرين، الطالبين كلاهما لإدارة تركيا، بما يخص مستقبل البلاد سيخلق حالة من الارتياح الكبيرة في أوساط المجتمع التركي. لهذا السبب، يحرص كيليتشدار أوغلو على إبقاء قنوات الحوار مع العدالة والتنمية مفتوحة.

رئيس الوزراء داوود أوغلو يريد أن يقيم قنوات حوار مماثلة مع زعيم الحركة القومية باهتشالي. لكن جواب باهتشالي على دعوة رئيس الوزراء للقاء قوله: " إنهم متعودون على رفضنا، لنقدم إجابة الرفض هذه المرة أيضا". هل هكذا تُدار الدول؟

لا تقابل رئيس الوزراء، لا تعطي موعدا لكيلتشدار أوغلو، لا تدخل في تحالفات، لا تساهم في محاربة الإرهاب، سيد باهتشالي إلى متى؟

(ترجمة خاصة ـ عربي21)
التعليقات (0)