تفوح رائحة المقالي والذرة المشوية والكزبرة في شوارع العاصمة
المكسيكية المشهورة بأطعمة الشارع، لكن فراغا قضائيا يضعف دور "
شاحنات الطعام" التي تنتشر في مدن كبيرة أخرى مثل نيويورك.
في شاحنة مزينة بالأزهار الملونة كتب عليها كلمة "لذيذ" باللغة العامية عند أثنية زابوتيك التي تعيش في جنوب البلاد، يحضر الطاهي لويس كاستييخوس فطائر "تلايوداس" المحشوة بالفاصولياء واللحم المجفف والأفوكادو والجبن مع صلصة حارة.
والفكرة من
شاحنة الطعام هذه هي نشر الأطباق التقليدية في جنوب البلاد في مناطق مختلفة من العاصمة، لكن "مع تكييفها مع حاجات الذواقة"، على ما يشرح الطاهي لوكالة فرانس برس.
ويرغب لويس كاستييخوس في أن يعمل ضمن "إطار قانوني"، خلافا لأكشاك الطعام غير الشرعية المنتشرة في شوارع العاصمة والتي غالبا ما لا تحترم معايير النظافة.
ومنذ انطلق في هذه المغامرة قبل سبعة أشهر، يبقي شاحنته مركونة في الموقع عينه إلى جانب شاحنات أخرى تقدم السوشي والفطائر التقليدية وحتى أطباق اللحم اللبنانية.
فالسلطات المحلية أو الشرطة تتدخل ما إن تركن شاحنة الطعام في الشارع، على ما يقول فرناندو رييز، رئيس جميعة شاحنات الطعام التي تضم عشرات المركبات من هذا القبيل من بين 300 منتشرة في الشوارع.
لكن هذه الظاهرة بدأت تلقى رواجا من شمال البلاد (تيخوانا) إلى جنوبها (كانكون)، لكنه "لا يسمح لأصحاب الشاحنات بالعمل بطريقة حرة وقانونية، كما هي الحال في مدن كبيرة أخرى، مثل نيويورك وباريس".
وقد عرضت على البرلمان عدة مشاريع قوانين لتنظيم عمل شاحنات الطعام، لكن بقيت كل المبادرات حبرا على ورق بسبب المصالح المشتركة بين السلطات وقادة الباعة المتجولين، على حد قول بريسيلا فيرا النائبة السابقة في حزب الحراك الوطني (بي إيه أن) الذي دعم مشاريع القوانين هذه.
وتلفت المسؤولة إلى أن "نقص التشريعات الخاص بالمتاجر المتنقلة يخول السلطات منح التراخيص كما يحلو لها".
ومن ثم تضطر غالبية شاحنات الطعام في العاصمة المكسيكية إلى التجمع بعيدا عن الشوارع أو العمل خلال المناسبات الخاصة فحسب، مثل الحفلات الموسيقية.
لكن من خلال دفع الرشاوى والمشاركة في التظاهرات الداعمة للسلطة الحاكمة، يحصل بعض الباعة على تسهيلات من السلطات، بحسب فيرا.
وهؤلاء الباعة لا يصرحون بأعمالهم وهم يعملون من الاثنين إلى الجمعة في شوارع المدينة في ظروف صحية سيئة.
لكن هذا الوضع لا يؤثر على إقبال الزبائن الذين ساهموا في ازدهار الأعمال. وكشف بعض أصحاب الشاحنات لوكالة فرانس برس أنهم يبيعون حوالي 200 وجبة طعام في اليوم في خلال الأسبوع و400 في عطلة نهاية الأسبوع وحتى 1000 خلال الفعاليات الخاصة.
وفي ظل العوائق الإدارية، تشكل مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" أفضل وسيلة للترويج لهذا النوع من المطاعم.
ويؤكد خورخي يودلمان الذي يعمل طاهيا منذ 20 عاما إنها "المحرك الأساسي للأعمال، 90 في المئة من زبائننا شاهدوا إعلانا لنا" على خدمات التواصل الاجتماعي التي توفر فيها جميع المعلومات اللازمة.
وأصحاب شاحنات الطعام هم بغالبيتهم شبان تراوح أعمارهم بين 20 و35 عاما يعرفون كيف يستفيدون من الشبكات الاجتماعية على الإنترنت لاستقطاب الزبائن إلى مطاعمهم التي استثمروا فيها 24 إلى 120 ألف دولار.