كتب حمدي رزق: العنوان من صفحة اتحاد شباب "بني حسن" الأردنية، آسف على فيديو (في مطعم سناك لبناني في العقبة) يصور إجرام شقيق
النائب الأردني "
زيد الشوابكة"، الذي ضبطته الكاميرا يلطم عاملا مصريا على وجهه، قبل أن تتوالى الصفعات من مرافقيه، وقام أحدهم بلكمه، وظهرت الآثار على وجهه في صور محزنة تجللنا بالعار إن صمتنا على الإهانة، وتخزينا إن سكتنا لهذا النائب الذي تجبَّر شقيقه وفتواته وقبضاياته على عامل
مصري غلبان، عاوز يأكل لقمة عيش مغمسة بالذل والإهانة.
متى استعبدتم المصريين وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ولكن نقول إيه، اللي رماك على المر اللي أمر منه، الشباب يبحث عن لقمة في صفائح الزبالة العربية، وقصص إهانة المصريين في العواصم العربية الشقيقة يندى لها الجبين، والمكسورين ساكتين، أكل العيش مر، ومحدش بياكلها بالساهل.
طفرت الدموع من عيني، الشاب أهين إهانة مروعة، اتمسح بكرامته الأرض، الصفع على الوجه من قهر الرجال، وقهر الرجال مما يستعاذ منه، اللهم أعوذ بك من قهر الرجال، إحساس عارم يلفنا بالإهانة، يعصف بكل من شاهد الفيديو المهين لكرامة كل مصري.
"إخص على هيك ذكور يتمرجلوا ع رجل ضعيف"، إدانة أردنية، هل هذا يكفي؟ شجب أردني واستنكار؟ هل انتهت القصة عند حدود إدانة أردنية فيسبوكية معتبرة لهذا الفعل الشائن؟
شباب الشعب الأردني المحترم عمل الواجب على مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة، وشيروا الفيديو ومعه إدانة كاملة للنائب وشقيقه وعصابته، واستنكار مدو لهذه الفعلة الشنيعة على وجه مواطن مصري، ضعيف، مهزوم، مكسور، لم يحرك ساكنا، والصفعات تنهال على وجهه، يعرف مقدما بأن أي رد فعل مصحوب بالبهدلة والترحيل، لم يبد حراكا وهو مقيد في أسر لقمة العيش.
لا أحمل عليه أبدا، لو كان رد الصفعة لكان في عداد الموتى، الكثرة غالبة، والنفوذ والتجبر باد، شقيق النائب الأردني المتجبر يعلم بأن أحدا لن يؤاخذه إن أهان مصريا على الأراضي الأردنية، "ما أنتم إلا عبيد إحساناتنا".
ولا يقلل اعتذار النائب الأردني وقصته الواهية بأن العامل المهان عمد إلى إهانة شقيقه، بل وصفعه أولا، وكمان سب الشعب الأردني الشقيق، يا الله، من لم يحرك ساكنا وهو يصفع على وجهه يمينا ويسارا جرؤ على سب الشعب الأردني، يا جبروتك يا شوابكة!!
لو تيقن هذا النائب وشقيقه وعصبته أن لهذا العامل كرامة تدافع عنها دولته، وأن هذه الصفعة لن تمر على الخارجية بالساهل، وستكلفه ما لا يطيق مصريا، ولن يفلت وعصبته بجريمتهم، لما أقدم عليها، لكن شقيقه صفع الشاب المصري المرة تلو المرة وهو في مأمن من العقاب.
متى تتحرك الخارجية لحماية كرامة أبنائها في العواصم العربية وتتحقق أولا من رواية العامل الغلبان؟ النائب يعترف بصفعة شقيقه، ولكنه يحتمي بالشعب الأردني.
لن أقول كما يقول المترخصون أبدا إن المصري رخيص، وإن كرامته مهدورة، يعني عملوا إيه للي ماتوا في الحرم، لكل حادث حديث، وإلى أن تتكشف غمة حادث الحرم وتشابكاته السياسية، نعول على رد فعل شعبي، وتضامن مصري/ أردني، لا تتركوا هذا
العامل المصري وحيدا في معركة كرامته مع هذا النائب المتغطرس.
وعلى المصريين أن يتضامنوا مع هذا العامل، ويحركوا هيئة دفاع من شرفاء الأردن لصون حق هذا العامل تجاه هذا النائب، حتى لا يتجبر عليه مجددا في التحقيقات.
تخيلوا النائب يتهم العامل الغلبان بسب الشعب الأردني، لا تتركوه وحيدا ضعيفا يخشى الترحيل، وإذا تم ترحيله فورا فلا بد من تدبير وظيفة محترمة في شركة محترمة عند رجل أعمال محترم يعوضه عما لحق به من إهانة، ردوا عليه كرامته أولا، وعليه ألا يترك حقه، اصفع ابن الأكرمين.
(عن صحيفة "المصري اليوم"، تشرين الأول/ أكتوبر 2015)