ألقت وزارة الموارد المائية والري بكرة النار المتمثلة بأزمة سد "النهضة" الإثيوبي، في ملعب رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، بعد أن ثبت عدم جدوى المسار الذي يتم من خلاله التعاطي
المصري مع الأزمة، إذ يتم استهلاك الوقت في اجتماعات ومفاوضات غير مجدية، بينما تمضي إثيوبيا في إكمال بناء السد، ليصبح أمرا واقعا، ولا يجدي معه "الشو الإعلامي" فتيلا.
يأتي هذا في وقت انشغل فيه السيسي بالاستعداد للقاء الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالقاهرة، لدى زيارته لها اليوم، إذ يحضران عرضا عسكريا غدا بمشاركة طائرات "رافال" الفرنسية. كما اجتمع السيسي، أمس، بعدد من وزرائه، ورئيس حكومته، حيث وجههم إلى ترشيد الاستيراد.
السيسي في مواجة "النهضة" عاريا
فجرت صحيفة "الشروق"، مفاجأة مثيرة بما نقلته عن مصدر مسؤول بوزارة الموارد المائية والري، من قوله إنه تم رفع تقارير سياسية إلى القيادة السياسية (المقصود السيسي) من خلال المعنيين بملف سد "النهضة"، وأوصت جميعها بعدم إمكان الاستمرار في السيناريو القائم حاليا، والخوض في اجتماعات لا جدوى لها، دون نتيجة واضح حتى الآن، سوى إهدار مزيد من الوقت، وفق الصحيفة.
وهكذا جاء مانشيت "الشروق" كالتالي: "الري: أبلغنا القيادة السياسية بعدم جدوى اجتماعات سد "النهضة.. مصدر: الأمر بحاجة إلى قرار حاسم وقاطع دون تسويف أو انتظار لاجتماعات فنية لن تحدث تغييرا كثيرا في الواقع".
وأضاف المصدر -بحسب الشروق- أنه حتى إذا ما تم الاتفاق على تنفيذ الدراسات من خلال المكتب الفرنسي بالشروط والإجراءات الموضوعة، المتفق عليها مسبقا، فلن تخرج نتائجها قبل 11 شهرا على الأقل، في ظل استمرار البناء، بل وتشغيل المرحلة الأولى من السد، مما يعني عدم جدوى نتائج الدراسات التي تتحدث عن أمور تتعلق بحجم السد، وارتفاعه، الذي أصبح غير قابل للنقاش، أو التعديل.
والأمر هكذا، ذهبت "الشروق" -على لسان مصدرها- إلى أن الأمر يحتاج إلى قرار حاسم، وقاطع دون تسويف، أو انتظار اجتماعات فنية لن تحدث تغييرا كثيرا في الواقع".
لكن الصحيفة (القريبة من السيسي) لم تحدد ماهية هذا القرار، الذي يبدو بالطبع أن المقصود به "قرار سياسي"، لكن السؤال: قرار بماذا؟ ولماذا؟
تصفية المحافظين
هكذا غلب على
الصحف المصرية الصادرة الأحد 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 الاهتمام بالأوضاع الداخلية المأزومة، والتحركات الحكومية في مواجهتها، وأبرزها: وجود خطة حكومية لتغييرات في حركة المحافظين.. هذه التغييرات التي وصفتها صحيفة "اليوم السابع" في مانشيتها بـ"التصفية".. فقالت: "خطة زكي بدر لتصفية المحافظين".
وفي هذا السياق نقلت "اليوم السابع" عن "مصادر مقربة من وزير التنمية المحلية" أنه غير راض عن أداء بعض المحافظين، وبالتالي سيتم استبعاد من كان أداؤهم دون المستوى في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تدني الخدمات، وتدهور المرافق بالمحافظات.
يأتي هذا في وقت يعقد فيه رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، خلال الأيام القليلة المقبلة، أول اجتماع لمجلس المحافظين بحضور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، لمتابعة الأداء العام، ووضع خطط العمل، وفق الصحيفة.
السيسي يوجه بترشيد الاستيراد
وباستمرار مع السيسي داخليا، إذ أشارت صحيفة "الأهرام" في مانشيتها إلى أن "السيسي يستعرض السياسات المالية وجهود النهوض بالاقتصاد.. الرئيس يوجه بترشيد الاستيراد وزيادة الصادرات وتطوير الصناعة".
وفي التفاصيل أشارت الأهرام إلى أن السيسي استعرض أمس "الجهود التي تبذلها مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية لتنفيذ توجيهاته بالعمل على النهوض بأوضاع
الاقتصاد المصري، والإسهام في استحداث أدوات مبتكرة لتمويل العديد من المشروعات التنموية الكبرى التي تشهدها مصر، وذلك خلال اجتماعه مع شريف إسماعيل رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، وعدد من الوزراء".
وصرح المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بأن الاجتماع شهد استعراضا للسياسات المالية التي يتم تنفيذها، بما يسهم في تنفيذ وإنجاح الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للدولة، دون المساس بمحدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية.
وخلال الاجتماع، وجه السيسي بأهمية ترشيد الاستيراد من الخارج للحيلولة دون تشكيل أعباء على موارد الدولة من العملات الأجنبية، خاصة أن قوائم السلع المستوردة تضم العديد من المنتجات غير الضرورية التي يمكن توفير بدائل محلية لها بأسعار تنافسية، وبجودة أفضل".
ورأى مراقبون أن مثل هذه الاجتماعات، وطريقة صحيفة "الأهرام" في التعاطي معها، هي اجتماعات وطرق تقليدية جدا، لا تختلف بحال عنها في عهود: جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، وحسني مبارك.. حيث "السيد الرئيس" يصدر توجيهاته، وذلك مع "هدهدة" للمواطنين المطحونين، بتصريحات جوفاء، مع صياغة عامة وإنشائية للتكليفات، دون تحديد قضايا محددة بالأرقام والإحصاءت والتوقيتات الزمنية، ومعدل الأداء، ونسبة الإنجاز.. إلخ.
..ولقاء السيسي - السبسي اليوم
أبرزت صحف الأحد نبأ هذا اللقاء. وتحدثت "الأخبار" عن "عرض عسكري بحضور السيسي والسبسي (الرئيس التونسي) بمشاركة طائرا "رافال" الفرنسية، مشيرة إلى "قمة مصرية تونسية اليوم بالقاهرة".
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة: "تعقد اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة قمة مصرية تونسية، يعقبها مؤتمر صحفي".
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن وفدا رسميا رفيع المستوى يصاحب الرئيس التونسي في زيارته التي تستغرق يومين، وأن المباحثات تركز علي تعزيز العلاقات الثنائية، مع توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، وبحث ملف مكافحة الإرهاب، واستعراض تطورات الأوضاع في: سوريا، واليمن، وليبيا، وفلسطين.
ومن جانبه أكد سفير مصر في تونس، أيمن مشرفة، أن السبسي سوف يشارك في احتفال مصر بأعياد أكتوبر، الذي يقام بالكلية الحربية، تلبية لدعوة السيسي قبل 3 شهور.
حملة على حزب "النور"
وبعيدا عن هذا السياق، آثرت صحيفة "الوطن" أن تخصص مانشيتها لمتابعة تطورات الانتخابات البرلمانية المزمعة، حيث استهدفت حزب "النور" بالهجوم، قائلة: "النور" يلتقي "المسيحي الأوروبي" سرا ويبث "الطائفية" في الانتخابات البرلمانية".
وبحسب الصحيفة: "كشف بيان أصدره الحزب أمس، عن لقاء سري جديد مع جهات خارجية، بعد يومين من لقاء نائبه للشؤون الخارجية، مع رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي بفرنسا، الخميس"، فيما أشار البيان إلى أنه قد تكون هناك لقاءات أخرى مع وفود خارجية، وأن لقاء الخميس تناول الاستعدادات للانتخابات.
وبينما لم تحدد الصحيفة ماهية لقاءات الحزب مع جهات خارجية، التي أسندتها إلى بيان "النور"، بخلاف لقاء المسؤول الفرنسي المذكور، نقلت عن رئيس الحزب، يونس مخيون، قوله في مؤتمر انتخابي بمحافظة قنا إنه التقى السيسي، وتحدث إليه عن الفساد، والإهمال، وتجاوزات الشرطة، واصفا السيسي بأنه "منصت جيد".
وتعليقا على تساؤل صفحات تابعة للحزب لمقاطعي الانتخابات: "ماذا ستفعلون إذا فاز ساويرس بالأغلبية، وسن قانون حظر النقاب واللحية؟، نقلت "الوطن" تصريحات المتحدث ياسم حزب "المصريين الأحرار"، التي اتهم فيها حزب "النور" بأنه "يستغل الدين، ويستدعي الطائفية".
وفي سياق الانتخابات أيضا، أومأت الصحيفة إلى قرار المحكمة الإدارية العليا حجز الطعن المقدم من أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل، رجل الأعمال أحمد عز، إلى جلسة 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ونقلت عنه قوله - في مرافته أمام المحكمة -: "لماذا تستخسرون خبرتي في البرلمان"، في حين رد عليه مستشار هيئة قضايا الدولة: "إذا لم تستح فافعل ما شئت"، متهما "عز" بأن الموازات التي يتحدث عنها قد أدت إلى عجز الموازنة الحالي بمصر"، وفق قوله.
معركة الطعون تحسم مصير "الحالمين بالحصانة"
من جهتها، قالت المصري اليوم: "معركة الطعون تحسم مصير "الحالمين بالحصانة"، مشيرة إلى إعلان اللجنة العليا للانتخابات رفضها قائمة اتئلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال في قطاع الصعيد، بسبب عدم استكمال أوراقها، بعد حصولها على حكم القضاء الإداري بمنحها فرصة لاستكمال الأوراق، فيما رفضت "الإدارية العليا" 13 طعنا في كفر الشيخ، ولم تحسم باقي الطعون.
الديب يبحث عن ثغرة لخروج نجلي مبارك
أخيرا، كشفت "اليوم السابع" أنه: "برغم المحـاولات المتكررة التي يقـوم بها فريد الديب، محامـي جمال وعلاء مبـارك نجلي الرئيس المخلوع حسـني مبارك، للإفراج عنهما من السجن بعـد قضاء 43 شـهرا مـن الحبـس، فإنهمـا ما زالا يقبعان خلف أسـوار سـجن المزرعة بطرة، بسـبب العقوبة الصادرة ضدهما بالسـجن 3 سـنوات في قضية الاستيلاء على أموال القصور الرئاسية.
وكانـت آخـر تلك المحـاولات - التي قـام بها الديب التقدم باستشـكال على قرار حبسـهما الذي تم نظره، أمس السـبت، أمام محكمة جنايات شمال القاهـرة، لكن تم تأجيل نظره لجلسـة 12 أكتوبـر الجـاري، بناء على طلـب الدفاع، وتقدم الديب، في دفاعه أمام المحكمة بشهادتين بتقديم المذكرات"، وفق "اليوم السابع".