اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، ساحات
المسجد الأقصى المبارك والمصلى القبلي، وأرغمت "المرابطين"، على مغادرته.
ويرتبط اسم "
المرابطون" بالمسجد الأقصى، ويبرز في أي مواجهة تندلع بين قوات الاحتلال والمصلين المتواجدين في الأقصى.
ويشهد المسجد الأقصى حصارا شاملا منذ سبعة أيام بالتزامن مع ما يعرف بـ"عيد العرش" العبري، ودعوات لجماعات متطرفة يهودية تنظيم اقتحامات واسعة للأقصى، صباح الأحد؛ تخليدا لذكرى الحاخام في الجيش "إيتام ونعماه هنكين"، وفي الأيام الأخيرة للعيد.
وأوضح رئيس هيئة "المرابطين" يوسف مخيمر بأن "المرابطين" هم "
فلسطينيون مقدسيون آمنوا بأحقيتهم في وجودهم على هذه الأرض والدفاع عنها ضد أي اعتداء أو انتهاك، وهم من كرسوا من وقتهم وحياتهم شأنا عظيما للاعتكاف في الأقصى والتواجد فيه لردع الاحتلال الظالم، والحيلولة دون السيطرة على المسجد الأقصى، وهم العديد من المؤسسات المقدسية التي تثابر على هذا الأمر وتدعم الحضور الفلسطيني في المسجد الأقصى".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن "المرابطين من أعمار مختلفة وخلفيات سياسية وثقافية مختلفة، ويضاف لهم طلاب وطالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى".
ويرى مخيمر أن "المرابطين يقومون بحماية الأقصى وإحداث تواجد فلسطيني دائم في المسجد، مقابل السعي الإسرائيلي لتغيير الأمر الواقع وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا."
وكان وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون، حظر في التاسع من آب/ أغسطس الماضي، عمل "المرابطين والمرابطات" في المسجد الأقصى، وذلك بناء على توصية من شرطة الاحتلال و"جهاز الأمن العام"، معتبرا إياهم "عاملا رئيسا في خلق التوتر والعنف... وتقويض سيادة إسرائيل على جبل الهيكل".
وقال مخيمر إن الحكومة الإسرائيلية تعقد اجتماعا أسبوعيا غير الاجتماع العادي لسن قوانين جديدة "أكثر عنصرية" من أجل الضغط عليهم وإبعادهم عن مصاطب العلم؛ بالإضافة إلى استمرار حملة التهديد والوعيد بحقهم بالحبس الإداري، وبالخروج عن القانون، وبمصادرة بطاقات هوياتهم، وزيادة الضرائب للضغط على "المرابطين" بالتعاون مع بلدية الاحتلال.
مواجهات عنيفة
ويشهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمصلين، في ظل حصار تجاوز الأسبوع وتحديد أعمار المصلين فيه.
ووصف نادر شاهين، أحد حراس المسجد الأقصى، ما جرى خلال هذه المواجهات بأن "قوات الاحتلال تعتدي بالضرب المبرح على كل من تواجد داخل ساحات الأقصى، وسط إغلاق كامل للأبواب، وتقوم باعتقال المرابطين والمرابطات، وإصدار قرارات بإبعادهم عن المسجد الأقصى".
وعن طبيعة المواجهات، قال شاهين في حديثه لـ"
عربي21"، إنها "عنيفة جدا؛ حيث يقوم الشبان بإلقاء حجارة غاضبة على قوات الاحتلال الغاشم الذي ينتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك، للأسف من يدافع عن المسجد الأقصى حاليا هم الحراس المرابطون والشبان الذين يتواجدون في المسجد الأقصى، ويرون الانتهاكات اليومية بعيونهم، ولا يرضون على أنفسهم الوقوف صامتين ومكتفي الأيدي في الدفاع عن المسجد الأقصى، ولا يوجد وسيلة أخرى للدفاع عن المسجد الأقصى سوى إلقاء الحجارة وإعلاء صوتهم بقول (الله أكبر الله أكبر)".
ويضيف: "وضع الأقصى يرجع إلى الوراء يوما عن آخر ضمن الانتهاكات، سواء في أعياد اليهود أو حتى أعيادنا".
بدوره، قال منذر عاشور، وهو أحد حراس المسجد الأقصى، إن قوات الاحتلال "ألقت القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع على المصلين والشبان والمرابطين المتواجدين بالمسجد الأقصى بشكل متعمد، ويتم محاصرة المصلين بداخله بشكل همجي وسط ضربهم وإغراقهم بالغازات السامة".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21": "قام الشبان بوضع خزائن ذات مسامير وأسلاك شائكة في باحات المسجد الأقصى، وأحضروا كميات كبيرة من الزجاجات الحارقة والحجارة والألعاب النارية من أجل مهاجمة أفراد الشرطة والمصلين اليهود".
وأشار بقوله: "قوات الاحتلال تمنع العشرات من طلاب مصاطب العلم من دخول المسجد، وتحتجز العشرات منهم على بوابات الأقصى، فيما تحتجز المرابطين داخل المصل القبلي وتقوم بالاعتداء عليهم ومن ثم اعتقالهم، ويقوم المرابطون داخل المصلى القبلي برشقهم بالحجارة العنيفة".
اعتقال 1300 مقدسي
وفي إحصائية حصلت عليها "
عربي21" من مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق، حول الاعتقالات المتكررة بحق الفلسطينيين في القدس، بلغ عدد المعتقلين في القدس منذ بداية العام إلى شهر أيلول/سبتمبر، حوالي 1300 شخص، ومنذ بداية أيلول/ سبتمبر اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب 244 فلسطينيا، كثير منهم من الأطفال، مقابل اعتقال العشرات من الفلسطينيين في الضفة الغربية، نتيجة القوانين التي تسن من الكنيست الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بحسب المركز.
دعوة إلى الإضراب
إلى ذلك، دعا "الحراك الشبابي الشعبي المقدسي"، إلى إضراب تجاري ودراسي، الأحد، لـ"كسر الحصار" عن المسجد الأقصى المبارك.
وجاء في بيان للحراك: إن "الإضراب يأتي لكسر الحصار عن المسجد الأقصى بعد ازدياد حملة الاحتلال لكل أرضنا الفلسطينية، فهو يفرض سياسة التقسيم الزماني في المسجد، ويمنع أصحاب الحق من الدخول والوصول إليه"، داعيا التجار وطلبة المدارس وجماهير القدس إلى الالتزام بالإضراب.