نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا لتوني باترسون، قال فيه إن هناك شكوكا بأن المخابرات
الإسرائيلية قد تكون وراء سلسلة من الهجمات
التجسسية السايبرية الغامضة والمعقدة على المفاوضات الحاسمة المتعلقة بالبرنامج
النووي الإيراني، التي عقدت في فنادق راقية في أوروبا أوائل العام الحالي، بحسب تقارير إعلامية سويسرية.
ويشير التقرير إلى أن صحيفة "دير تاغيسانزيغر" ذكرت أن تحقيقا قام به موظفوها أظهر أن
الهاكرز استطاعوا أن يتجسسوا على المفاوضات كلها التي تمت في الربيع والصيف الماضيين بين إيران والولايات المتحدة وألمانيا والأمم المتحدة وأربع قوى أخرى تمتلك حق الفيتو، بما في ذلك بريطانيا.
ويقول باترسون إن المحققين اكتشفوا أن المهاجمين السايبريين اخترقوا كاميرات المراقبة في الفنادق الراقية، مستخدمين برنامج اختراق "حصان طروادة" متطور تكلفته 50 مليون دولار، غالبا ما يكون تم تطويره من المخابرات الإسرائيلية.
وتذكر الصحيفة أن إسرائيل عارضت الاتفاقية النووية مع إيران، التي تم التوصل إليها في فيينا في تموز/ يوليو الماضي، بعد 12 سنة من الجمود بين طهران ومفاوضيها الدوليين.
ويلفت التقرير إلى أن عناصر من الأمن السويسري داهموا فندق "برزدنت ويلسون" الفاخر، حيث تمت فيه بعض المفاوضات، ووجدوا أدلة على ما شكوا بأنه تجسس سايبري إسرائيلي، وذلك قبل أن يتم التوصل إلى تلك الصفقة التاريخية.
ويورد الكاتب أن صحيفة "دير تاغيسانزيغر" قالت: "اشتبهت المخابرات السويسرية بأن إسرائيليين يقفون خلف الهجوم السايبري قبل مداهمة فندق (برزدنت ويلسون)، ولا يزالون يعتقدون ذلك اليوم، ولم يتغير شيء".
وادعت الصحيفة بأن المخابرات تنبهت ابتداء لاحتمال تورط إسرائيل في عملية التجسس السايبرية الربيع الماضي، بعد أن نبه برنامج كشف الفيروسات من شركة "كسبرسكي" إلى وجود اختراق على عدد من أجهزة الحاسوب في عدد من الفنادق الراقية في أوروبا.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه تبين للمحققين بسرعة أن إيران استخدمت تلك الفنادق خلال تفاوضها مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، حول برنامجها النووي المثير للجدل. وبناء على الأدلة فتح المدعي العام السويسري تحقيقا رسميا في الهجمات السايبرية في 6 آيار/ مايو.
وذكرت صحيفة "دير تاغيسانزيغر" أنه بعد ذلك بأسبوع قامت الشرطة المتخصصة بالجرائم السايبرية بمداهمة فندق "برزدنت ويلسون". مشيرة إلى أن التحضير للمداهمة كان صعبا؛ لأن عددا من موظفي الأمن في الفندق كانوا يعملون مع المخابرات الإسرائيلية سابقا.
ويكشف باترسون عن أن المواد التي تمت مصادرتها من الفندق، تضمنت برامج تظهر أنه تم اختراق نظام الحاسوب باستخدام برنامج تجسس معقد، يعرف باسم "دوقو2"، وهو شبيه ببرنامج دوقو "حصان طروادة"، الذي يعرف أن المخابرات الإسرائيلية استخدمته سابقا.
وتنقل الصحيفة عن متحدث في شركة "كسبرسكي" وصفه "دوقو 2" بأنه برنامج "باهظ الثمن"، وقال إن البرنامج يحتاج إلى معرفة متعمقة في الحاسوب، "وتقع خارج إمكانيات المجرم العادي".
ويورد التقرير أن صحيفة "دير تاغيسانزيغر" قالت إن المهاجمين السايبريين استخدموا "حصان طروادة" للدخول إلى كاميرات المراقبة ونظام الميكروفونات. وتضيف أن برنامج الاختراق للدخول إلى نظام فندق "بيو ريفاج بالاس" في لوزان، كان استخدم أيضا لمفاوضات النووي الإيراني خلال الصيف.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم أن قسم الجريمة السايبرية في سويسرا يستمر في الاشتباه بأن الإسرائيليين قاموا بعملية تجسس واسعة على المفاوضات الإيرانية، إلا أن الادعاء العام يواجه صعوبة في إثبات تلك التهم، لافتة إلى أن السفارة الإسرائيلية في سويسرا رفضت التعليق على هذه المزاعم.