جدد رئيس الوزراء البريطاني
ديفيد كاميرون، عزم بلاده استضافة 20 ألف لاجئ سوري من مخيمات
اللجوء في الأردن وأماكن أخرى في المنطقة.
جاء ذلك خلال مباحثات عقدها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الاثنين، وكاميرون في عمان، تناولت سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مجمل التطورات الإقليمية والدولية، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني.
وأشار كاميرون إلى أن
بريطانيا هي "ثاني أكبر مساهم للتخفيف من أزمة اللاجئين السوريين، بعد الولايات المتحدة الأمريكية"، معربا عن أمله أن تفعل الدول الأخرى المزيد في هذا الإطار، دون أن يبين أوجه المساهمة التي تبذلها لندن.
وقال إنه "من المهم جدا أن نساعد على بقاء هؤلاء الناس قريبين من بيوتهم، وأن نوفر لهم الملبس والمأكل والمسكن هناك، بحيث لا يضطرون إلى القيام بتلك الرحلة الخطيرة عبر البحار، التي نجم عنها خسائر مرعبة في الأرواح".
واستدرك بالقول: "بالطبع سوف تقوم بريطانيا باستضافة 20 ألف لاجئ سوري مباشرة من مخيمات اللجوء في الأردن، وأماكن أخرى في المنطقة، وتأمين إقامتهم في بلدنا".
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده ستستقبل خلال الأعوام الخمسة المقبلة 20 ألف لاجئ سوري من مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان والأردن، وستمنح الأولوية للأطفال المعرضين للأذى كالأيتام.
وأوضح في تصريحات أمام مجلس العموم البريطاني، في السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، أن بلاده ستوسع من نطاق برنامج توطين الأشخاص المعرضين للخطر، الذي أطلقته بداية عام 2014 مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من أجل قبول اللاجئين السوريين، وتوطينهم في بريطانيا.
من جانبه، تطرق الملك عبد الله الثاني للانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وقال، بحسب البيان الملكي ذاته: "ينتابنا في الأردن القلق والغضب الكبيرين بسبب التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، خصوصا في المسجد الأقصى، وكنا قد تلقينا تطمينات من إسرائيل بأن هذا لن يحدث، ولكن لسوء الحظ، فإن هذه هي التطمينات ذاتها التي سمعناها في الماضي"، بحسب البيان.
وأضاف: "إن استمرت هذه الأمور، وإن استمرت الاستفزازات في القدس، واعتبارا من اليوم، فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خيار، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة"، دون أن يشير أو يلمح إلى تلك الإجراءات.
واقتحمت قوات إسرائيلية، صباح الاثنين، وفجر الأحد، المسجد الأقصى، واشتبكت مع المصلين فيه، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي عليهم، ما أدى لسقوط عشرات الإصابات بين الفلسطينيين، بحسب مصادر فلسطينية.
ولفت الملك إلى أن الأردن يتعامل منذ فترة مع عبء اللاجئين السوريين، الذين يشكلون خمس عدد سكان الأردن، أي 20 بالمئة، يقطن 15 بالمئة منهم في مخيمات اللاجئين.
وأعرب العاهل الأردني عن امتنانه للدور الذي لعبته الحكومة البريطانية في دعم بلاده، في التعامل مع مسألة اللاجئين، معتبرا أن "الدور الذي لعبه الأردن خفف العبء عن كاهل أوروبا".
وغادر رئيس الوزراء البريطاني، عمّان، مساء الاثنين، في ختام زيارة قصيرة، جال خلالها في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين، في محافظة المفرق، شمال شرقي الأردن.