قال المحامي
التونسي، سمير بن عمر، إن "ما لا يقل عن 90 شخصا اعتقلتهم السلطات عقب
هجوم سوسة الإرهابي، بسبب تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تشكك في الرواية الرسمية لهذه الحادثة".
وأوضح ابن عمر، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الاثنين، بمقر النقابة الوطنية هيئة الدفاع عن المدون عبد الفتاح سعيد أن "هؤلاء الأشخاص تمت إحالتهم إلى القضاء في 50 قضية تتعلق بالإرهاب بسبب التعبير عن آرائهم في مواقع التواصل الاجتماعي".
وبحسب ابن عمر، فقد اعتقلت السلطات "عشرات المثقفين من معلمين ومهندسين وأساتذة وغيرهم".
و في نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، هاجم مسلح أحد فنادق سوسة شرق البلاد، وقتل 39 سائحا في أعنف هجوم إرهابي في تاريخ تونس الحديث.
وقالت السلطات التونسية آنذاك، إن المسلح قد تسلل إلى الشاطئ دون التفطن إليه قبل تنفيذ عمليته، لكن الرواية أثارت جدلا واسعا وصلت حد التشكيك في رواية السلطة من قبل بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، اعتبر ابن عمر أن "المناخ العام الذي تعيشه البلاد يؤشر إلى عودة التضييق على الحريات من خلال ضرب بعض القطاعات الحساسة ونصب محاكمات الرأي لكل الأصوات التي تزعج السلطة".
ويواجه الائتلاف الحاكم في تونس، الذي يقوده حزب نداء تونس وشريكه حركة النهضة الإسلامية انتقادات حادة من قبل الأوساط السياسية والحقوقية، بسبب ما اعتبروه "محاولات لضرب الحريات العامة".
وكان وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي، أكّد الخميس الماضي أثناء جلسة الاستماع له بالبرلمان، أنه "لا توجد إرادة لدى الحكومة التونسية للمساس أو التراجع أو التطاول على مساحات الحقوق والحريات، أو بالمشهد الإعلامي وحريته واستقلاليته، وتطبيق مبادئ الدستور، واحترام الحقوق".