يمر المسجد الأقصى المبارك حاليا بأخطر مرحلة من الاستهداف الاسرائيلي.
فالتقسيم الزماني، الذي لطالما حذرت منه شخصيات مقدسية، أصبح الآن أمرا واقعا دون إعلان إسرائيلي رسمي عن ذلك.
فمنذ أيام حدد جيش الاحتلال أوقاتا زمنية يمنع خلالها المسلمين من دخول المسجد المبارك في حين يسمح للمستوطنين باقتحامه.
عمليا، وشئنا أم أبينا، فإن الأقصى قد تم تقسيمه زمنيا ويخطط الاسرائيليون لإكمال مشروعهم بتقسيمه مكانيا كما هو حاصل بمسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل. رغم خطورة الأمر إلا أن هناك ما هو أخطر بكثير من ذلك.
إنه الصمت الذي لم يخيم فقط على المستوى الرسمي الإسلامي والعربي بل على المستوى الشعبي أيضا.
لم تخرج مظاهرة إلى الآن في أي دولة أو مدينة عربية أو إسلامية تندد بالتقسيم.
لم نسمع عن غضب جماهيري حاشد ضد الخطوة الإسرائيلية الأخيرة.
لم تشهد سفارات العدو في بلادنا مسيرات نحوها تطالب بإغلاقها.
لم يصطدم متظاهرون مع قوى الأمن تحاول فض مسيرات نصرة للأقصى.
لم نغلق محلاتنا التجارية ولم نعلن الإضراب العام ولم نعلن عن عصيان مدني.
لم نضغط على مجالسنا النيابية ولا على ممثلينا في البرلمانات لسحب الثقة من حكوماتنا المتخاذلة.
لم ندد. لم نشجب. لم نستنكر. إلا في ذواتنا.
إننا شعوب يسكنها الخوف أو التخاذل.
كيف لنا أن ندين صمتا رسميا عما يحدث في الأقصى ونحن صامتون دون تحرك؟
من أجل ماذا ننتفض إذا لم ننتفض لأجل الأقصى؟
كان الاحتلال مطمئنا دائما من رد الفعل الرسمي على ما يحدث في القدس. فجاء صمت الشعوب ليزيد فوق ذلك يقينا بأن العرب والمسلمين في سبات عميق.
وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فتقسيم الأقصى المكاني قادم تليه سيطرة اسرائيلة كاملة، ثم تنفذ المخططات الاستيطانية بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
حينئذ لن ينفع الغضب وسنكون خذلنا الأقصى كما خذلته أنظمتنا.