الطفل أحمد.. الناجي الوحيد من جريمة حرق عائلة الدوابشة - عربي21
"أين أمي أين أبي؟!"، سؤال يطرحه باستمرار الطفل أحمد الدوابشة (5 أعوام) خلال ليلة طويلة قضاها الطفل المصاب بدرجة خطيرة من الحروق في البكاء، في الأثناء ذاتها التي كانت أمه ريهام الدوابشة (27 عاما) تلفظ أنفاسها الأخيرة مودعة هذه الدنيا، لتكون تلك العائلة شاهدة على جريمة "ما زالت مستمرة".
دموع أحمد
نام أحمد وماتت أمه فجر الإثنين 9 أيلول/ سبتمبر الجاري، لتلحق بزوجها سعد دوابشة (30 عاما) وابنها الرضيع علي (عام ونصف)، في "جريمة مركبة يندى لها جبين البشرية"، وذلك بحسب نصر دوابشة الشقيق الأكبر لسعد دوابشة، الذي يصف في حديث خاص لـ"عربي21" أصعب الأوقات التي مرت بها العائلة، حينما كانت تنظر لدموع أحمد وتنصت لأنفاس أمه ريهام الأخيرة.
بكر العائلة الطفل أحمد المسجى على سرير المرض بمستشفى "تل هشومير" الحكومي في تل أبيب، لا يُرى من جسده المحترق سوى جزء صغير من وجهه، حيث يؤكد نصر أن أحمد هو ما تبقى من أفراد عائله دوابشة التي تعرض منزلها للحرق على يد مستوطنين يهود.
ويروي لنا حال الطفل المصاب وهو على سريره يئن من الوجع، ويسأل أحمد من حوله: "أين أمي أين أبي؟"، ويضيف: "وكأنه يشعر ويعرف ما يدور من حوله، لقد كانت الجريمة كبيرة جدا وتأثيرها علينا كبير للغاية".
زجاجات حارقة
ويؤكد نصر أن أحمد، الناجي الوحيد من العائلة، كل ليلة يستيقظ من نومه في منتصف الليل ويتحدث مع جده حسين (والد ريهام) لكنه الليلة (ليلة وفاة أمه) أمضاها في البكاء ولم ينم إلا بعد بزوغ فجر ذلك اليوم. وقال: "هذا هو حال الشعب الفلسطيني، وضع لا يحسد عليه".
من جانبه، يقول حسين دوابشه جد الطفل: "لقد أصبح أحمد أمانة في أعناقنا"، ويؤكد بعد حمده لله أن "الشجرة لم تنقطع، واللي خلف ما مات"، كما قال.
وألقى في 31 تموز/ يوليو الماضي مستوطنونمتطرفون يهود من نافذة المنزل التي تركت مفتوحة بسبب موجة الحر التي اجتاحت المنطقة وقتها، زجاجات حارقة ليتحول المنزل في لحظات كومة رماد، ويقع المنزل في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، حيث تحيط بها المستوطنات الإسرائيلية.
ويذكر أن مرتكبي جريمة الحرق كتبوا شعارات تدعو إلى "الانتقام" و"دفع الثمن"، وهي عبارات يستخدمها هؤلاء المتطرفون للدلالة والتوقيع على جرائمهم التي ينفذونها؛ وتشمل تدمير وحرق الممتلكات الفلسطينية المختلفة من مزارع وسيارات وأراضي والمساجد والكنائس حتى وصلت إلى حرق الإنسان.
وتنتشر لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتجه بحسب مراقبين نحو التطرف، العديد من الجماعات الدينية المتطرفة، مثل ما يسمى "شباب التلال" أو ما تعرف بـ"جماعة تدفيع الثمن"، أو حركة "لاهافا"، أو حركة "تمرد"، وكلها تنطلق من فكر ديني توراتي قومي له امتداده في تركيبة الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الحكومة الحالية.