تجمعت شواهد تؤكد أن الإعلامي
المصري "إبراهيم عيسى" لن يستمر في تقديم برنامجه المثير للجدل، المسمى "30/25"، على قناة "أون تي في"، المملوكة لرجل الأعمال القبطي
نجيب ساويرس، وذلك بنهاية التعاقد بين الجانبين، في شهر تشرين الثاني/ أكتوبر المقبل.
وتضاربت الأنباء بين روايتين؛ تقول الأولى إن القناة هي صاحبة قرار الاستغناء عن عيسى، فيما تقول الثانية إن عيسى هو من أبلغ القناة بعدم رغبته في تجديد تعاقده معها.
وليس معروفا ما يتقاضاه عيسى من القناة، لكن إقراره الضريبي عن العام الماضي، يكشف أنه تقاضى عن العام الماضي 16 مليون جنيه عن مجمل ما قدماه على الشاشة أو الإذاعة، لكن هذا المبلغ لا يشمل عمله بقناة (OSN) المشفرة.
ويستند أصحاب الرواية الأولى إلى أن القناة قررت الاستغناء عن عيسى، نظرا لانخفاض نسب المشاهدة لبرنامجه، وأن البرنامج لا يحظى بالمشاهدات المرغوب فيها، فضلا عن تسببه في توتر دائم مع المملكة العربية السعودية.
وهاجم عيسى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في أكثر من موقف، واعتبر المملكة "راعية الوهابية التي هي سبب شرور العالم"، و"حاضنة الإرهاب، والشيطان الأكبر".
واتهمها بأنها تسعى إلى تدمير اليمن على غرار ما فعلت في سوريا والعراق وليبيا، بحد زعمه. وأضاف أنها "جرت المنطقة إلى حروب بالوكالة لصالح أمريكا وإسرائيل".
ولدى انتقاده البيان الختامي للقمة العربية في آذار/ مارس الماضي، وتوجيهه انتقادات حادة للسعودية، هاجه الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، في تغريدة له على "تويتر"، قائلا إن "تجاوزات الإعلامي المصري إبراهيم عيسى على المملكة والأمير سعود الفيصل أمس، تستلزم تدخلا، ولو كان الإعلام هناك حرا لما قال ذلك، ولكنه إعلام النظام".
وقد اضطرت القناة إلى الاعتذار رسميا للمملكة عن تلك الإساءة. وأكدت -في بيان أصدرته حينها- أنها ضد الهجوم على المملكة، وأن السعوديين أشقاء المصريين، وفق وصفها.
وفي المقابل، أشار أصحاب الرواية الثانية إلى أن عيسى هو من أبلغ إدارة القناة بقراره، وذلك بدون أسباب واضحة، لأنه قرر التفرغ للعمل الصحفي، والكتابة فقط، والابتعاد نهائيا عن الإعلام المرئي.
وأضافوا أنه تلقى عروضا عدة من قنوات أخرى خلال الفترة الأخيرة، لكنه لم يحسم أمره بعد بشأنها.
ويرأس عيسى تحرير جريدة "المقال"، مجهولة التمويل، برغم أنها أرخص صحيفة مصرية، إذ تباع بجنيه
واحد فقط، ولا تعتمد على أي إعلانات، ولا تعاني من مشكلة التعثر المالي، التي تعاني منها غالبية الصحف المصرية.
وفي مقال أخير له بالصحيفة، عرضته صحيفة "
عربي21"، قبل أيام، اتهم عيسى السعودية بأنها صانعة "الإرهاب الإسلامي"، زاعما أن "الدم السوري يسيل بسبب الدعم السعودي للوحشية"، وداعيا مصر إلى أن تتخذ موقفا من هذا الدعم.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن إدارة قنوات "أون تي في" قررت حديثا توسيع عملية الهيكلة الداخلية بها، في إطار خطتها التي تهدف إلى تحويل القناة، إلى قنوات دراما ومنوعات خفيفة، بعيدا عن السياسة، ما اقتضى الإطاحة بعدد من الاعلاميين والعاملين بها، وأبرزهم: إبراهيم عيسى، وجابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت"، ويوسف الحسيني مقدم برنامج "السادة المحترمون".
وكان عيسى استنكر في حلقة البرنامج، أمس، الاثنين، الحالة المزرية التى يمر بها لاجئو سوريا، قائلا: "اللي عمل ملايين اللاجئين دول هم؛ داعش والنصرة والقاعدة والجماعات المسلحة الممولة والمدعمة من أمريكا ودول الخليج".
وأضاف أن الذى يقول غير ذلك فهو كاذب، مضيفا: "أنتم أجبن من أن تقولوا الحقيقة".
وزعم أن "العار" الموجود في سوريا الآن؛ هو عار ممول من أموال، وبترول العرب.
ويقول مراقبون إن عيسى هو أحد أبرز الأذرع الإعلامية لـ"السيسي"، وكثيرا ما استخدم كأداة لتمرير بعض سياساته، وقوانينه، وتهيئة الرأي العام لإجراءاته المختلفة، ومن بينها كونه "مخلب قط" لابتزاز الدول العربية والضغط عليها، كي تلتزم بالسياسات المصرية.
وأضافوا أن عيسى هو لسان حال نجيب ساويرس أيضا في التعبير عن توجهاته الأيديولوجية العلمانية المتطرفة، فضلا عن عدائه الشديد للتيار الإسلامي، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين.