قضايا وآراء

كل يحمل خنجره في يده .. عن براء أشرف

عمرو عبد الهادي
1300x600
1300x600
الحقيقة أنني لا أعرف من هو البراء أشرف وكل ما أتذكره أني تابعت صفحته الشخصية بعد تدوينة له على موقع "هافينغتون بوست"، ولكن كم الفاجعة التي أصابتني من هول الخبر الذى جعلني حزينا جدا على هذا الشاب، إلى أن وجدت أصدقاءه يتركون ما هو فيه ويتوجهون بالسب لموقع الحرية والعدالة الذي صاغ خبر وفاة الصحفي البراء أشرف برغم أن الموقع عدل الخبر وكانت صيغته (وفاة الصحفي البراء أشرف بعد إعلان توبته من المشاركة في 30 يونيه)، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن جريدة أو موقع الحرية والعدالة فكوارثها كثيرة منذ وصم الثوار بالفوضويين إلى وصف السيسي وزير بنكهة الثورة، ولكن ما سأقوله الآن هو موضوعية الطرح والتناول.
 
إذا تناولنا الخبر بطريقة المتلقي العادي، فقد تجعل هذه الصيغة المتضررين من 30 حزيران/ يونيو يتقبلونه و يتقبلون توبته ويدعون له بظهر الغيب، وإن تناولناها بالجانب السيء للقصد فهنا نقع في إشكالية أخلاقية كبيره وسؤال أكبر، هل كل منا سيتقبل الأخر؟!  وهل ملايين المصريين حالهم ليس كحال الحرية والعدالة في صياغة هذا الخبر؟! بمعنى أخر إن سقط الانقلاب غدا هل سينسى الشارع أخطاء وخطايا الأخر حتى وإن نسيها السياسيون؟!. 

هذا سؤال هام يجب أن يجيب عليه كل شخص في سره وعلنه، فحالة الاستقطاب في هذا الخبر لا تنفصل عن حالة الاستقطاب التي خلقها السيسي ليحارب ويبيد الشعب الذي لا يؤيده، ويبقي الشعب الذي يؤيده فقط، والحقيقة أن الشعب لن يتقبل الأخر بمعنى أنه رغم تضحيات رموز كثيرة بعد 30 حزيران/ يونيو في الصمود ضد الانقلاب، ولكن الناس لن تنسى وفي أول مخالفة صريحة لهذا المضحي، وحتى لو مات، وهو مناهض لظلم السيسي دون موته وهو مؤمن بعودة مرسي. 

يا سادة كاتب هذا المقال رغم أنه كان في الصفوف الأولى ضد 30 حزيران/ يونيو وما تلاها وشارك في المظاهرات لمدة ستة أشهر بعد الانقلاب إلا أنني بمجرد أن خرجت بمبادرة "إحنا الحل" التي تحتوي على لم شمل الثوار ومساحة تسامح كبيرة إلا أنني لم أسلم من النقد!! سواء من هؤلاء العائدين من 30 حزيران/ يونيو قبل المناهضين لـ 30 يونيو !! فما بال هؤلاء القادمين من 30 يونيه أو 3 تموز/ يوليو أو بعد فض رابعة. 

والحقيقة كل الحقيقة أين كنتم أيها المنتفضون حينما كتبت رصد عن الشهيد محمود رمضان الذي قتله النظام (القبض على قاتل الأطفال) وهذا حكم مسبق بالتأكيد وكان أجدر بها للمهنية أن تكتب (القبض على المتهم بقتل الأطفال) ولكن من انتفض لخبر البراء الذي كتب لم ينتفض للخبر بل لأن الشخص الذي كتب الخبر محسوب على القيادات القديمة.

يجب علينا يا سادة مواجهة أنفسنا  قبل أن ننتقد الأخر، فهؤلاء منتقدي الحرية والعدالة هم أول ناس لا يتقبلوا إلا أنفسهم ولا زالوا على رأيهم أن الإخوان هم من تسببوا في 30 يونيه وأنا رغم أني لا أوافق البتة على هذا المانشيت الذي حذف في الحرية و العدالة، إلا أنني أراه متوافقا مع حالة الاستقطاب في المجتمع التي قام بها هؤلاء الداعين لـ 30 يونيه قبل غيرهم. 

ولا زلت عند رأيي الأول أن الرئيس محمد مرسي والإخوان يتحملون 25% مما حدث في 30 يونيه أما النسبة الباقية، وهي 75% أُحملها لبني أيدولوجيتي وجبهة إنقاذ الفلول، لقد تهنا بينكم فنحن لم نحكم يوما كما حكم الإخوان، ولم نناهض الإخوان كما ناهض هؤلاء جنبا إلى جنب مع الفلول وكنا صوت العقل في جبهة الضمير وكان صوتها الأعقل وتشرفت بالمشاركة في تأسيسها في يوم من الأيام،  لقد تعبنا منكم وغلبنا فيكم وغلبنا في خلاط ضربنا فيه، فأي الحديثين نتبع  "ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال أليست نفسا"، "ورد أنه مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأثني عليها بخير حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت، ومرت به جنازة فأثني عليها بشر حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت" فهل من ليس له شيخ فشيخه الشيطان ؟!  أم شيخنا ورسولنا و إمامنا محمد صلى الله علية وسلم، والله لولا الصبر الذي أعطانا الله لكنا جننا منكم، فما تربينا عليه من المولد ضحد في سنتين وما خفي كان أعظم.
التعليقات (0)