القراءة التقليدية لنتائج
الانتخابات المغربية على مستوى الجهات (المحافظات) منحت حزب
العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المرتبة الأولى، وفق النتائج الأولية، وعلى مستوى الجماعات (البلديات) تزعم حزب
الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى بـ6655 مقعد (21.12% من المقاعد)، متبوعا بحزب الاستقلال بـ 5106 مقعد (16.22%) ثم حزب العدالة والتنمية ثالثا بـ5021 مقعد (13.99%).
منطق الأرقام نفسه الذي أعطى لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض المرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية، جعل حزب العدالة والتنمية هو الأول إذا ما قرئت النتائج من زاوية أخرى، واعتمد عدد الأصوات.
قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله
ابن كيران أمس السبت في ندوة صحفية إن حزبه حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية، من حيث عدد الأصوات، بمليون ونصف صوتا متبوعا بالأصالة والمعاصرة بمليون و300 ألف صوت ثم حزب الاستقلال بمليون و70 ألف صوت.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية "يجب الرجوع إلى عدد الأصوات التي حصدها كل حزب وليس إلى عدد المستشارين، واعتبر ابن كيران حزبه هو الأول من حيث عدد الأصوات.
من جهة أخرى تصدر حزب العدالة والتنمية النتائج في المدن الكبرى، حيث حل الأول بكل من الدار البيضاء (القطب الاقتصادي للمغرب) والرباط (العاصمة الإدارية) وأكادير ومراكش وطنجة والقنيطرة وتطوان وفاس ومكناس وغيرها.
في تصريح لصحيفة "
عربي21" قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، محمد الغالي، "إن الرابح الأول في هذه الانتخابات هو الديمقراطية"، وأضاف أن الرابح بمنطق الأحزاب السياسية هو حزب العدالة والتنمية لأنه حل الأول بالمدن الكبرى وحصل على الأغلبية المريحة في بعضها.
وأوضح الغالي أن ميزانية جماعة مدينة الدار البيضاء مثلا تساوي لوحدها عشرات من ميزانيات الجماعات المحلية في المدن الصغرى والبوادي، والأمر نفسه ينطبق على مدن أخرى.
الغالي أصر على أن الرابح الأكبر هو الديمقراطية، حيث قال "لأول مرة يعترف بالجماعات المحلية بهذا الشكل، صلاحياتها موسعة وماليتها واضحة". وأضاف أن إجراء محطتين انتخابيتين في المغرب بعد دستور 2011 الذي جاء في سياق الربيع العربي، مؤشر على أن لدى الدولة المغربية قدرة على التفاعل مع مطالب الشعب المغربي.
واعتبر الخاسر هو الذي "لم يفهم قواعد اللعب التي على أساسها تجري الانتخابات المحلية"، وأضاف أن "هناك مرشحين صدرت بحقهم أحكام بتهم متعلقة بتبديد المال العم ومع ذلك ترشحوا ولم ينجحوا"، معتبرا الأحزاب التي ترشح مثل هؤلاء هي الخاسر الأكبر في الانتخابات.
في السياق ذاته خسرت أحزاب المعارضة عمودية عدد من المدن الكبرى، واعتبرها متتبعون للشأن المغربي أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، إذ أن الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض حميد شباط الذي سير مدينة فاس لأزيد من عشر سنوات مني بخسارة فادحة في هذه الانتخابات بفاس.