يشتكي العلويون في
الساحل السوري بشكل عام، وفي مدينة
اللاذقية على وجه التحديد، من تسلط الضباط العسكريين التابعين للنظام السوري وأبنائهم وعناصر المرافقة الخاصة بهم، عقب تنامي وتفشي ظواهر استخدام الرتب واللباس العسكريين في تنفيذ مآربهم الشخصية على حساب
العلويين، والحصول على ما يطلبونه من المؤسسات الحكومية تحت عباءة اللباس العسكري.
مصادر إعلامية موالية في اللاذقية، خرجت عن المعهود في انتقاد قوات النظام السوري، واصفة بعض الضباط وأبنائهم بالمتمردين على الدولة والقوانين، نتيجة كثرة التجاوزات والمخالفات التي يرتكبونها أمام أعين بقية الطيف العلوي، إضافة إلى تسخيرهم لـ"البدلة العسكرية" في معاقبة ممن يعترض طريقهم، ليصف الموالين للنظام السوري مدينة اللاذقية بـ"الغابة".
"هلا"، إحدى الفتيات المنحدرة من الطائفة العلوية في اللاذقية، تحدثت عما تشهده مدينة اللاذقية في الآونة الأخيرة، قائلة: "الوضع بات غير طبيعي في اللاذقية، وقد وصلت الأمور فيها إلى دجة أن أي خلاف يحصل، يقوم أحد المتخاصمين بقتل الطرف الآخر، بعد تسخير قاتل مأجور ببدلة عسكرية، أو امتلاكه لسيارة مفيمة من أجل سهولة المرور من على الحواجز العسكرية في المدينة، ليقوم بعملية قتل الطرف الآخر".
أما "ذو الفقار"، وهو من القرداحة فعقب بدوره على انتهاكات ضباط النظام والتابعين لهم في القرداحة والمناطق المجاورة لها؛ بالقول: "الساحل بات بحاجة أن تدافع كل منطقة عن نفسها بنفسها، مشيرا إلى أن "عمليات التشليح باتت من مكونات الحياة اليومية، لذلك يجب أن ندافع عن أحيائنا من الأطراف كافة التي تلعب بها".
وتابع ذو الفقار قائلا: "يجب طرد النازحين من مناطقنا، فإما أم يستعيدوا مناطقهم بأنفسهم من الإرهابين، أو عليهم بالهجرة خارج الوطن"، حسب قوله.
الناشط الإعلامي "أبو الجود"، أحد أبناء الأحياء السنية في اللاذقية قال لـ"عربي21" خلال اتصال خاص معه، إن "البدلة العسكرية لضباط النظام، أو ارتداء البنطال المموه من قبل أبنائهم ومرافقتهم، كاف للحصول على ما يشاؤون من أي منزل في المنطقة".
كما أن هذا الزي بات "وسيلة للتهديد وتشليح الأموال من المارة في أوقات الليل، وهذه الألبسة العسكرية كافية للمرور فوق الطوابير البشرية التي تنتظر لعدة ساعات أمام محطات المحروقات، بهدف التزود بالوقود بدقائق، بعد دخولها بشكل معاكس إلى محطة المحروقات والخروج منها، ليكتفي الجميع بالنظر إليها، والنظر فيما بينهم"، بحسب الناشط أبو الجود.
أما صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للنظام السوري في اللاذقية وبقية المناطق الساحلية، فقد أكدت هي الأخرى، أن البدلة العسكرية باتت رمزاً ووسيلة لـ"شراء الخبز دون الوقوف في طوابير المنتظرين، وحجز المقاعد في المقاهي والمطاعم دون أي احترام".
والبدلة العسكرية باتت أيضا وسيلة لإجراء المعاملات الحكومية، أو إيقاف السيارة بمنتصف الشارع بشكل مخالف، في حين يضطر شرطي المرور إلى الدوران بعيدا عن مكان وقوف السيارة خوفا من تعرضهم له بالضرب أمام العوام.