في ظل حملة انتقادات غير مسبوقة يشنها عليه كبار المعلقين في تل أبيب، مني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو بهزيمة مدوية، في أعقاب نجاح الرئيس الأمريكي في تأمين العدد الكافي من أعضاء
الكونغرس الذي يمكنه من استخدام حق النقض الفيتو ضد أي قرار يمكن أن تتخذه الأغلبية الجمهورية لنزع الشرعية عن
الاتفاق النووي مع إيران.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح اليوم أن 34 نائبا في مجلس الشيوخ أعلنوا تأييدهم للاتفاق، الأمر الذي يعني أن الجمهوريين لن يتمكنوا من تجنيد ثلثي الأصوات في المجلس لتجاوز "الفيتو" الذي سيستخدمه
أوباما.
يذكر أن نتنياهو كان يراهن على دور الجمهوريين في تأمين عدد الأصوات الكافي داخل مجلس الشيوخ لإحباط الاتفاق النووي.
وقد حمل عدد من المعلقين الإسرائيليين بشدة على نتنياهو، معتبرين تحركاته ضد أوباما "تهديدا مباشرا للمصالح الوجودية لإسرائيل".
وقال رفيد باراك، المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، إن نتنياهو "أثبت أنه لا يفهم شيئا في كل ما يتعلق بالواقع السياسي والبيئة الداخلية الأمريكية"، معتبرا أن "الأوهام" التي نسجت حول عمق إلمام نتنياهو بالحلبة السياسية الأمريكية مبالغ فيها إلى حد كبير.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الخميس، دعا رفيد، نتنياهو إلى "عدم مواصلة ضرب رأسه في الجدار والسعي للتوصل لتفاهمات مع أوباما خدمة للمصالح الأمريكية".
من ناحيته، اعتبر المعلق حمي شليف أن تمكن أوباما من تجنيد العدد الكاف لإحباط تحرك نتنياهو وحلفائه الجمهوريين يعتبر "خبرا سعيدا" لإسرائيل.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" الخميس، نوه شليف إلى أن تداعيات بالغة الخطورة على مكانة إسرائيل الدولية والإقليمية ستترتب على إحباط الاتفاق في الكونغرس، مشيرا إلى أن هذه النتيجة كانت ستضع إسرائيل في مواجهة بقية الدول العظمى التي شاركت في التوقيع على الاتفاق.
ومما زاد من حجم الانتقادات لنتنياهو حقيقة أن تمكُّن أوباما من تجنيد العدد الكاف من الأصوات داخل الكونغرس تزامن مع الضجة التي أثارها وزير الحرب السابق إيهود باراك، الذي أكد أن نتنياهو فشل في تمرير قرار داخل المجلس الوزاري لشؤون الأمن لضرب إيران عام 2012.
وبحسب باراك، الذي نقلت أقواله قناتا التلفزة الأولى والثانية الثلاثاء الماضي، فقد فشل نتنياهو في إقناع أثنين من أقرب الوزراء إليه، هما وزير الطاقة يوفال شطاينتس، ووزير الحرب موشيه يعلون، بتأييد مخططه لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وتساءل كبير المعلقين في القناة الثانية، أمنون أبراموفيتش، قائلا: "إن كان نتنياهو يعجز عن إقناع أقرب مقربيه بحيوية توجيه ضربة لإسرائيل، فهل يملك الحق في مواصلة التحرك ضد الخط الدبلوماسي الناجع الذي قاده الرئيس أوباما؟".
من ناحية ثانية، نقل موقع "وللا" الإخباري الخميس، عن قادة يهود أمريكيين قولهم إن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس وشكل تحديا لأوباما، أسهم في إفشال التحرك ضد الاتفاق النووي.
وبحسب هؤلاء القادة، فإن تحرك نتنياهو قد أثار استفزاز النواب الديموقراطيين ودفع بهم للتوحد خلف الرئيس أوباما.