يبدو أن
زراعة الحشيش في
لبنان أصبحت أمرا واقعا ويغض الطرف عنه في الدولة اللبنانية المليئة بالأزمات بسبب الأوضاع المعيشية المتردية للمزارعين والحرمان والفقر.
وعلى الرغم مما تسعى إليه الدولة اللبنانية من محاولات للقضاء على هذه الآفة، فإنها في الوقت ذاته لم تقدم حلولا وبدائل للمزارعين للابتعاد عن هذا المسار والاتجاه نحو المزروعات الأخرى.
وتقول صحيفة النهار اللبنانية، إن تعليق عمليات إتلاف الحقول من قبل القوى الأمنية خلال العامين المنصرمين جراء الظروف الأمنية كان الدافع الأساسي للمزراعين إلى توسيع المساحات المزروعة عن السنوات المنصرمة، ولا تحتاج إلى جرار زراعي للبحث عن الأراضي المزروعة بالحشيشة، فيكفي أن تسير على الطرق العامة التي تصل القرى السهلية الغربية لبعلبك بعضها ببعض لتجد إلى جانب الطرق مئات الآلاف من الدونمات المزروعة من هذه النبتة.. فيمكن القول "إنه عام الحشيشة".
ونقلت النهار عن مصدر أمني قوله إن "نقص العناصر الأمنية لدى قوى الأمن الداخلي وانشغال الجيش بمكافحة الإرهاب المتنقل وعدم وتوافر القرار السياسي ألغى عمليات الإتلاف، خصوصا مع إعلان المزارعين أكثر من مرة عن استعدادهم لمواجهة الأجهزة المكلفة بإتلاف حقولهم المزروعة بالقنب الهندي.
وعلى صعيد المزارعين قالت "النهار" إنهم يرون هذا الموسم غنيا، لكنه لن يحمل ربحا جيدا كالأعوام السابقة حيث حقق مزراعو النبتة أرباحا قُدّرت بما بين 175 مليون دولار و200 مليون دولار العام الماضي. فأرباح الحشيش المعالج تقدر بنحو 10 و15 ألف دولار للدونم الواحد (ألف متر مربع) وتتراوح تكلفة زراعة دونم واحد ما بين 100 دولار و150 دولارا.
أحد مزارعي الحشيشة في المنطقة يشير إلى أن "الدولة والمعنيين يطلبون من المزارع البقاعي الخضوع للقانون، وفي الوقت ذاته لا يقدمون له أي شيء في المقابل. مردود الحشيش مرتفع جدا مقارنة بأي زراعة أخرى في ظل دولة فشلت عن منطقة مهمشة من الدولة اللبنانية منذ عشرات السنين".
ويشير أحد المزارعين إلى أن "الحملات التي تقوم بها الدولة لإتلاف الحشيش تعطي مفعولا عكسيا وهي تقوم برفع سعر هذه السلعة أكثر فأكثر ليفيد من ذلك قلة من التجار، أما اليوم فسعر "هقّة" الحشيشة (1200 غرام) نزل مع وفرة النبتة بشكل لا سابق له مقابل السنوات الماضية".. مع العلم بأن مساحة الأراضي المزروعة بهذه النبتة بلغت هذه السنة وفقا لمصدر أمني لـ"النهار" 300 ألف دونم، أي ثلاثة أضعاف المساحة التي كانت مزروعة قبل سنتين"، وفقا لمزارعين.