معرض أردني يشجع كتابات الشباب الناشئة في الأدب

يسعى المثقفون في الشارع الأردني لإبراز دور القراءة في المجتمع وتعزيزه بكل الوسائل الممكنة، كما أنهم يعملون على إبراز الكُتّاب الناشئين وتشجيعهم من خلال أعمالهم في معارض الكتاب وقراءة نصوصهم الأدبية والنثرية والشعرية.

تقول راوية أردنية إن "معارض الكتب عادة ما تكون مُكرّسة للكتّاب المعروفين، والفكرة الجديدة أن يتم عرض تجارب شابة تكتب بشكل خجول لنشجعها ونحفزها على نشر كتاباتها". 

وأضافت الراوية ربيعة الناصر مسؤولة معرض الكتاب الأردني في مهرجان "أردننا" لـ"عربي21"، أن "هناك الكثير من الشباب المتحمسين لعرض كتاباتهم ما دفعنا لفتح باب المشاركة لهم في المعرض لطرح هذه الكتابات".

وتابعت بأن "الفعالية تقوم بشكل رئيس على كتابات الشباب وذوي الإصدارات الأولى من كتبهم من خلال طرحها في جلسات أدبية ونقدية، بالإضافة للمبادرات الشبابية التي تعنى بالقراءة في الجامعات وخارجها".

وعن مشاركة الشباب في الجلسات الأدبية والنقدية لطرح كتاباتهم، قال الأردني إبراهيم دعسان، وهو أحد المشاركين بهذه الجلسات، إن "الفعاليات الثقافية التي كنا نشهدها أو نشرف عليها تفتقر إلى عنصر الشباب الذي ما زال عوده أخضر".

وأضاف دعسان لـ"عربي21"، أنه تفاجأ حين تمت دعوته لعرض كتاباته، وهو يتوقع من معرض الكتاب الأردني أن يكون نافذة تؤمن بالكتابات الناشئة، التي "تنامت في طيات الورق كسلا"، على حد وصفه.

وانطلق "مهرجان أردننا – معرض الكتاب الأردني"، في 28 من آب/ أغسطس ويستمر حتى 5 أيلول/ سبتمبر القادم. ويعنى معرض الكتاب الأردني بالتركيز على المنتج الثقافي من كتب وصحف ومجلات ومواد سمعية وبصرية، تهدف لتعزيز ثقافة المعرفة والقراءة، والذي يأمل القائمون عليه أن يساهم في نشر الكتاب الأردني ووصوله لكافة فئات الشعب والمراحل العمرية المختلفة.

ويوفر المعرض مساحات للمشاركات المختلفة التي يود الشباب عرضها، من شعر ونثر ومدونات خلال جلسات أدبية ونقدية.

استطلاع 

وفي استطلاع لـ"عربي21" على "فيسبوك" حول دور المؤسسات والمهرجانات الثقافية والمعارض في تشجيع الشباب الناشئ على الكتابة والتدوين والتأليف لعرض كتاباتهم وقراءتها أمام الجمهور أو نشرها على مواقعهم، ومدى تأثيرها في الشباب، قالت الإعلامية الأردنية عبير الكالوتي: "خلال السنوات الخمس الأخيرة بات المجال مفتوحا أكثر للشباب الكاتب أو المدون للمشاركة في الفعاليات الأدبية العامة، ولكن أعتقد أنها لا تصل للشباب بقدر ما هو يصل إليها".

من جهتها قالت الأردنية نور عبده: "في عصرنا هذا تحديدا، فإن العمل المُدون مهما يكن عظيما لا يكمل إلا إن أعطي حقه في العرض ميدانيا وإلكترونيا، ومثل هذه الندوات الثقافية والمعارض تعد بنسبة للجيل الناشئ في مجال المعرفة عملا مثمرا وإسهاما جليلا، ودافعا قويا لإكمال المسير". 

أما إيهاب العتيبي فيرى أن "ما يحتاجه الشباب هو الدعم المعنوي بالإضافة للمساعدة في تكاليف النشر والتوزيع، وهنا دور المؤسسات الثقافية والداعمة التي تقدر على إعطاء الجزئين".

لكن أسامة قفاف يعتقد أنه "بالعموم هناك تشجيع لمن يتقدم بأوراقه أو يعرفه الأدباء الكبار، وهناك مجموعة منزوية دوما تحتاج للحث".

أما عمر أبو الرز فقال:  "جميل أن تعطى الفرص لكي تتسع الساحة للكثير من الأسماء الشابة بجانب الأسماء المعروفة، بشرط أن يكون هناك آلية محكمة لوضع معايير لقبول نص أو شخص عن آخر، ارتقاء بالذوق العام وكي لا نضيع وقت المجتمع المهتم بكلام لا يتعدى مجرد كونه كلاما لا يستحق الخروج من المسودة، ومن لا يقبل لا يُطرد بل يكون هناك خطة ونصائح تعطى له تساعده في التطور".

فيما عارضت رؤى عطاري عرض النصوص التي يكتبها الشباب قائلة، إنه "في الوقت الحالي كثر التدوين وقل الأدب، وبات المدون ينصب نفسه كاتبا.. فبدأ الأدب العربي والمستوى الأدبي بالانحدار، أنا لا أشجع على عرض مثل هذه المدونات أمام جماهير ولا أحبذ تشجيعها فالأمر يحتاج إلى نقد بناء أكثر مما يحتاج إلى تشجيع".

ويشارك في المعرض مؤسسات رسمية وحكومية تعنى بالكتاب، ومؤسسات ثقافية أهلية، ودور نشر أردنية، وكتاب أردنيون، ومبادرات وفرق شبابية تأسست لإعلاء قيمة الكتاب والنشاط القرائي، برعاية ملكية.