كشف قائد ميداني في مليشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق، عن التوجه لتشكيل مجلس عسكري خاص ومستقل، مخول باتخاذ كلّ القرارات المتعلقة بالاستعدادات، أو التوقيتات الزمنية، أو الفصائل والجهات التي ستشارك بمعارك "تحرير" الفلوجة من سيطرة
تنظيم الدولة.
ويفرض تنظيم الدولة سيطرته على مركز مدينة الفلوجة، ومساحات شاسعة من محيطها، فيما يخوض معارك شرسة طيلة الأشهر الماضية، قبل إعلان وقف "معركة تحرير الفلوجة قبل حوالي شهر بعد خلافات حادة بين قادة الحشد الشعبي وقيادات الجيش"، كما يقول لـ"عربي21" القيادي الميداني في سرايا الخراساني، مجتبى الكاظمي.
وعن أسباب الخلافات بين الحشد الشعبي والقوات الأمنية، يقول مجتبى الكاظمي: "نحن كقيادة في الحشد الشعبي، نرى أن تحرير الفلوجة أهم من تحرير الرمادي، أو أي مكان آخر بالعراق، لما تمثله من أهمية معنوية للإرهابيين المسيطرين على المدينة"، حسب وصفه.
وقال: "على إثر هذا الخلاف، تم تجميد معركة الفلوجة، والتركيز على الرمادي، بعد تدخل المرجعية الدينية التي حسمت الجدل لصالح خطة وزارة الدفاع، التي يرى فيها السيد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أفضلية تحرير الرمادي على تحرير الفلوجة، لما تمثله من سيادة حكومية على محافظة الأنبار كونها المركز".
ويرى القائد الميداني في سرايا الخراساني أن معارك تحرير الفلوجة لم تكن معارك جدية من حيث الإعداد المسبق لها، ولا من حيث القدرات التسليحية، إنما كانت لقياس رد فعل تنظيم الدولة وقدراته الدفاعية، حسب تقديرها.
وقال: "لقد قدمنا تضحيات كبيرة وخسائر نحن في غنى عن تقديمها، وهذا هو أحد أهم أسباب الخلافات مع القوات الأمنية التي هي من وضعت خطة الهجوم. ولهذا أرى أنّ عليهم أنْ يتركوا المعارك الكبرى لفصائل الحشد التي اكتسبت المزيد من الخبرة القتالية بعد تحقيقها انتصارات جرف الصخر وآمرلي وتكريت وديالى".
وأضاف: "نحن لسنا بحاجة إلى رتابة العمل المؤسساتي العسكري، لأن هذه المعارك تخاض وفق ما تفرضه وقائع الميدان"، على حدّ قوله.
وفي رده على استفسار لـ"عربي21" حول السقف الزمني المتوقع لإعادة تفعيل الحملة على المدينة، أجاب الكاظمي: "سيكون قريبا بدء المعركة الحقيقية لتحرير الفلوجة".
وتابع: "كان تجميد المعركة لمصلحة السكان أولا، فنحن على علم بأن التنظيم يُضيّق عليهم، وقد ضاقوا به ذرعا، وهم ينتظرون منا تحريرهم"، حسب قوله.
وأضاف: "كما أنّنا ننتظر حسم معركة تحرير الرمادي من الإرهابيين، على الرغم من شراسة المعارك هناك، لهذا ستكون عملية تحرير الفلوجة قريبة زمنيا، لكن لا نستطيع تحديد موعد معين".
يعترف القيادي في سرايا الخراساني، مجتبى الكاظمي، بوقوع خسائر في صفوف القوات الأمنية والحشد الشعبي، لكنه يرى "أن ما تتناقله وسائل الإعلام أرقام مبالغ فيها. نعم، نحن قدمنا خسائر بسبب أخطاء ميدانية، لكننا تمكنا من تفكيك رموز استراتيجية التنظيم القتالية، ووضعنا الاستراتيجيات المقابلة لهزيمته".
وقال: "نحن لا نهتم كثيرا للخسائر في مقابل الانتصارات التي تتحقق على الإرهابيين، وتبقى الخسائر في حدها المعقول، لا كما يصورها الإعلام المخالف للحكومة العراقية"، حسب قوله.
وكان تنظيم الدولة قد نشر شريطا مصورا عن المعارك التي يخوضها "دفاعا عن مدينة الفلوجة وأهلها"، كما جاء في الشريط المصّور الذي أظهر سيطرته على عدة ثكنات واستيلاءه على المزيد من الآليات، صور للعديد من جثث قتلى القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي.
يُذكر أن سرايا الخراساني، الجناح العسكري لحزب الطليعة الإسلامي الشيعي، أعلنت عن نفسها لأول مرة خريف العام 2013 من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كما أعلنت عن بعض عملياتها العسكرية في ريف دمشق دفاعا عن ضريح السيدة زينب، حسب قولها. لكنها ما لبثت أن عادت إلى العراق بعد إعلان المرجع الشيعي علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي، إثر اجتياح تنظيم الدولة مدينة الموصل، منتصف العام الماضي.
وتتبع سرايا الخراساني دينيا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ويقودها علي الياسري أمين عام حزب الطليعة الإسلامي.