وصف الكاتب والمحلل السياسي المصري،
عبد المنعم سعيد، رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، بأنه "اختيار إلهي"، وذلك في حوار له مع جريدة "الأهالي" الأسبوعية المصرية، في عددها الصادر الأربعاء.
ويصنف عبد المنعم سعيد أحد أبرز أعضاء اللجنة الإعلامية، ولجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، وكان من المقربين لجمال مبارك، وهو من دعاة التطبيع مع "إسرائيل".
وفي حواره مع "الأهالي"، تناول سعيد أداء السيسي بعد أكثر من عام على توليه الحكم، قائلا: الأداء إيجابي، ففي اللحظة التي تشتت فيها مصر، وكانت على حافة الحرب الأهلية، جاء شخص التفت حوله كتلة حرجة من المواطنين، واستعاد التوازن للبلاد.
وأضاف: "كنا في وضع بالغ الخطورة، وما حدث هو أن التفتت القوى المدنية حول شخص السيسي، والقوات المسلحة، على الرغم من وجود عدد كبير من السياسيين والشخصيات العامة، الذين -بكل تأكيد- لهم مؤيدون، لكن ما كان لأحد منهم أن يجمع عليه كل الناس من أسوان إلى الإسكندرية، كما حدث مع السيسي، فهذا هو المستحيل الذي حققه، ولذلك أعتبر السيسي "اختيارا إلهيا".
وعلى الجانب الآخر رأى سعيد أن "اعتماد السيسي على المؤسسة
العسكرية بصورة كبيرة يفقده الكثير من الفرص الموجودة في المجتمع المدني، قائلا: "يبدو أن ذلك الاعتماد على الجيش في المشروعات الكبرى، يأتي من شكوك قوية لديه في قدرة المجتمع المدني على إدارة الاقتصاد والسياسة ومواجهة الخطر الحالي".
وحول دعم دول الخليج لمصر، قال: "ليس من العيب أن ترتبط مصر بدول الخليج بمجموعة مصالح وتعاون مشترك، فالدعم الذي تلقته مصر من السعودية والإمارات سواء المادي أو السياسي، كان أحد أبرز أسباب صمود مصر أمام الكثير من التحديات الدولية، ومن مصلحتنا نحن أيضا الحفاظ على استقرار دول المنطقة، وليس من العيب أن تساعد مصر السعودية أو العكس، وهذا لا يعني تبعية مصر لأحد"، وفق قوله.
وبالنسبة لملف سد النهضة الإثيوبي، قال: "ملف الماء ما زال غامضا، ولا أستطيع إلا التعبير عن القلق حول البحث في أخطار سد النهضة، وعلينا التعامل مع الملف والسد الإثيوبي باهتمام شديد".
وحول الاقتصاد المصري، اعتبر أنه في طريقه للتعافي، "لأن المجتمع نزل إلى حضيض لم نكن نراه منذ عام 67، فالتعافي واضح، وهناك شواهد على تحسن الاقتصاد، لكننا في حاجة إلى إيضاح سياستنا الاقتصادية، وإشراك كل الأطراف في عملية النهوض به، وبناء الوطن".
وعن الأحزاب، قال: "أرفض حل أي حزب سياسي كان موجودا في جبهة 30 حزيران/ يونيو، وجلس على المنصة، وأعلن تأييده لهذا المسار، إلا في حالة خروجه عن الإجماع الوطني، ومشروع إعادة بناء الدولة".
وبالنسبة للصحافة المصرية قال: "الصحافة الموجودة كلها تتراجع، فالصحافة المطبوعة تواجه خطرا شديدا، سواء قومية أو خاصة، ولا يمكن للصحافة القومية أن تعيش على عطاءات الدولة، وبالتالي: النزيف الذي تحدثه للموازنة العامة يسير في مسار شركات القطاع العام نفسه".
وتابع: "مستقبل الصحافة والإعلام مرتبط بالاقتصاد القومي وانتعاشه، وإن لم تتحول الصحافة الخاصة والقومية إلى مؤسسات إعلامية متكاملة فيها المطبوع والإلكتروني والراديو.. فمصيرها الزوال".
وعبد المنعم سعيد هو رئيس مجلس إدارة صحيفة "المصري اليوم من 02 شباط/ فبراير 2013، وحتى الآن، كما أنه عضو سابق بمجلس الشورى ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وعين رئيسا لمجلس إدارة الأهرام في حزيران/ يونيو 2009.
وعمل سعيد في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية منذ عام 1975 كباحث مساعد ثم باحث ثم رئيسا لقسم العلاقات الدولية D.C، ثم باحثا زميلا لمنظمة بروكنجز بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1987، ثم رئيسا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وعمل مستشارا سياسيا للديوان الأميرى القطري (1990 - 1993)، وله مؤلفات كثيرة معنية بالنظام العالمي الجديد، والشؤون العربية، والمشاركة الأوروبية والصراع العربي الإسرائيلي.