يفتخر الطفل مصعب فارس (14 عاما)، بإجادته لرياضة "
الكاراتيه"، واقترابه من الوصول إلى أعلى درجات الخبرة في الفنون القتالية المتمثل بـ"الحزام الأسود".
والتحق فارس قبل أربعة أشهر بأحد الأندية الرياضية لممارسة هذه الرياضة، بعد أن رفض والده تسجيله في المخيمات الصيفية العسكرية التي تنظمها الفصائل
الفلسطينية في قطاع غزة.
إذ يقول فارس، إن والده رفض تسجيله في مخيم عسكري، خوفا عليه من
التدريبات "العنيفة".
ويضيف "بابا حكى (قال) الكاراتيه أحسن من المخيمات العسكرية، وإنو بيشبه (يشبه) التدريب القوي وبيعلمني أدافع عن نفسي".
وفي الإجازة الصيفية أقامت الفصائل في قطاع غزة، مخيمات عسكرية للأطفال والأشبال، قالت إنها "تهدف لتربية جيل يستعد لأية مواجهة مقبلة مع إسرائيل".
ويتدرب المشاركون في المخيمات على السلاح الحي، وتطوير مهاراتهم القتالية، عبر برامج مكثفة من التدريب العملي.
أما داخل نادي غزة الرياضي، فهناك عشرات الأطفال من كلا الجنسين، يرتدون زي "الكاراتيه" الأبيض وأحزمة مختلفة، إلى أكثر من مجموعة، استعدادا لوجبة تدريب على الفنون القتالية.
وتقول نادين الطيب (11 عاما)، إنها فخورة بحصولها على الحزام البرتقالي.
وتطمح الطيب إلى تمثيل بلادها في الخارج، وأن تحصل على الحزام الأسود، وأن تواصل مشوارها في هذه الرياضة.
ويختلف ترتيب الأحزمة من بلد إلى آخر، فالحزام هو للدلالة على مستوى المهارة القتالية التي وصل إليها صاحبها، والتي تتراوح بين المستويين المبتدئ "كيو"، والمتقدم "دان".
وفي الصالة الرياضية، ارتفع صراخ الطفل خالد زين الدين (12 عاما)، وشقيقه عبد الرؤوف، وهما يؤديان الحركات الخاصة بـ"الكاراتيه".
ويقول خالد، إنّه حصل بعد أسابيع من التدريب على الحزام الأصفر، ويطمح إلى الوصول لأعلى الدرجات، مضيفا "تعلمتأن أدافع عن نفسي، الكاراتيه زي (مثل) السلاح، والتدريب العسكري يعلمنا الانضباط".
وتشعر والدة الطفلتين، إيلاف (6 أعوام)، وفرات رزق (5 أعوام)، بالسعادة، لرؤية ابنتيها تؤديان حركات رياضة الكاراتيه بإتقان رغم صغر سنهما.
وتقول "هما الآن في مرحلة مبتدئة من التدريب، تحملان الحزام الأبيض، ومتحمستان للوصول إلى الأحزمة الأخرى".
وترى الأم في رياضة "الكاراتيه" متنفسا لأطفال غزة لتفريغ طاقاتهم، خاصة بعد الآثار التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف العام الماضي، حيث قضى
أطفال غزة، أيام إجازتهم الصيفية، العام الماضي، تحت القصف الإسرائيلي ونيران الغارات، التي قتلت 578 طفلا، وأصابت 3 آلاف آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويقول الطفل أمير الخباز (10 سنوات)، إن لعب "الكاراتيه" جعله أكثر قوة ونشاطا، مضيفا بمرح "لمّا (عندما) أكبر بدي (أريد) أصير (أصبح) مدربا".
وتُعد "الكاراتيه" من أنواع الفنون القتالية اليابانية، وتُستخدم فيها الأيدي، والأقدام، والركب، والمرافق كأسلحة.
عماد حماد، المشرف على تدريب "الكاراتيه" بنادي غزة الرياضي، يقول إن هناك 250 لاعبا ولاعبة في النادي يمارسون الرياضة.
ويشير إلى أن تعليم رياضة الكاراتيه، تحوّل في نادي غزة الرياضي من مدرسة إلى أكاديمية.
ويضيف "قمنا بتخريج مدربين وخبراء، ونستقبل الأطفال من 5 سنوات، ولدينا 50 فتاة من مختلف الفئات العمرية، هناك طالبات في الجامعة يتدربنّ على الفنون القتالية، ولدينا لاعبات مستوى متقدم حاصلات على حزام أسود".
ويرى حماد أن هذه الرياضة في غزة، ضرورة ملحة، لتفريغ طاقات الأطفال والشباب، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق، وتردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية لقرابة مليوني مواطن (إجمالي عدد السكان).