أثارت زيارة اللواء علي مملوك، أحد أبرز القادة الأمنيين في النظام السوري، إلى
السعودية جدلا واسعا في وسائل الإعلام والمهتمين بالشأن السوري، حيث كان مقررا أن تكون الزيارة سرية على ما يبدو، لكن النظام السوري تعمد تسريبها عبر أكثر من محور، قبل أن تضطر الرياض لنشر روايتها في جريدة "الحياة" وتأكيد الخبر.
وبالمعلومات التي جمعتها "
عربي21" يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن النظام السوري كان منذ ما قبل انعقاد الاجتماع يعتزم تسريب الأنباء عن الاجتماع، وهو ما فسره محلل سياسي تحدث لـ"
عربي21" بالقول إن "نوايا النظام السوري لم تكن صادقة، وإنه أراد الاستفادة من الاجتماع لتحقيق أهداف وضعها هو سلفا وليس التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في
سوريا".
وأضاف المحلل الذي طلب من "
عربي21" عدم نشر اسمه أن "النظام أراد على الأرجح أن يستغل هذه الزيارة في الترويج إلى أن السعودية تخلت عن حلفائها في المعارضة السورية، وتخلت عن أصدقائها من دول الخليج ولجأت إلى الجلوس مع النظام السوري"، مشيرا إلى أن المحاولة كانت ترمي لزعزعة صفوف المعارضة السورية والدول الداعمة لها.
لكن مصدرا سعوديا سرعان ما كشف لجريدة لبنانية أن السعودية كانت قد أبلغت جيرانها الخليجيين سلفا، وأنها تنسق معهم في كل الخطوات، وهو الأمر الذي أفسد محاولة النظام السوري لضرب العلاقات الخليجية - الخليجية.
وبتتبع الخبر والملابسات التي رافقت ظهوره، يتبين لــ "
عربي21" بأن جريدة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، وبالتالي من النظام السوري، هي أول من نشر نبأ زيارة المملوك إلى جدة، فضلا عن أن مصدرا سعوديا كشف لجريدة لبنانية أخرى (اللواء) أن طائرة المملوك تعمدت طلب إذن المرور من دولة خليجية أخرى غير المملكة، وهو ما يعني في النهاية أن نظام الأسد كان معنيا منذ اللحظة الأولى، ومنذ ما قبل انعقاد اللقاء أن يسربه إلى وسائل الإعلام وإلى حلفاء السعودية في المنطقة.
ولاحقا لما نشر عن اللقاء في الصحافة اللبنانية فقد نشرت جريدة "الحياة" اللندنية الرواية نقلا عن مصدر سعودي وأطلقت على اللقاء اسم "اللقاء المعجزة"، حيث تبطل رواية "الحياة" كثيرا من العناصر التي سربها النظام السوري عبر وسائل الإعلام اللبنانية، وهو ما يعني في النهاية أن النظام السوري تعمد التسريب وتعمد المغالطة أيضا من أجل الاستفادة إعلاميا وسياسيا بدلا من أن يبذل مجهودا في التوصل إلى تسوية سياسية تنقذ البلاد من الكارثة.