اعتبر العميد
حسين سلامي، مساعد القائد العام للحرس الثوري
الإيراني قاسم سليماني، بأن "التفوق العلمي عنصر قوة لفرض إرادتنا على الأعداء"، قائلا إن "الحرس الثوري يمارس دوره الاستراتيجي في قلب الحضارة".
جاء ذلك في كلمته أمام مهرجان مالك الأشتر في جامعة الإمام الحسين، التي نشرتها وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، والمقربة من
الحرس الثوري الإيراني.
وأشار العميد سلامي إلى أن الحدود بين الشعوب في العالم هي ذات طبيعة جغرافية وغيرها، قائلا إن "رؤية الثورة الإسلامية هي ذات طبيعة أوسع من الحدود الجغرافية وتقوم على أساس تغيير القيم والرؤى واعتقادات قسم من العالم وعلى الأقل في العالم الإسلامي"، موضحا أن هذه التغييرات والتطورات هي التي مهدت لإيجاد حضارة إسلامية حديثة، وجعلت من الثورة الإسلامية أكبر تحد للقوى العظمى، على حد قوله.
وأكد أن "كل التطورات التي تحدث في الخارج لا تعتمد على حقيقة قائمة في الخارج، بل إن جميع الحقائق هي انعكاس للتطورات في قلوب الشعوب"، موضحا أنه "لا حاجة اليوم للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي واعتماد القوة لتحقيق ذلك، بل إن أفضل الطرق هو الهيمنة على العقول والأذهان".
وتابع العميد سلامي بأن "الحدود الجغرافية لا تتجسد اليوم في التقسيم السياسي الموجود في العالم؛ فالحدود السياسية اليوم هي الصورة الظاهرية لترسيم خطوط سيادة الدول، في حين أن الجدل الرئيسي اليوم هو على ترسيم حدود العقيدة والفكر والمعرفة"، مشيرا إلى أن "الثورة الإسلامية قطعت إلى الآن شوطا صعبا لنشر قيمها"، معتبرا أن هذه المرارة هي بداية الطريق، على حد قوله.
وتابع سلامي بأن "الثورة الإسلامية منذ انتصارها وإلى يومنا هذا، لم تشهد طيلة مسيرتها لبناء الحضارة الإسلامية تراجعا استراتيجيا في ساحة المواجهة الاستراتيجية مع الأعداء"، مشيرا إلى أنها "لم تذق طعم الهزيمة، في الوقت الذي كان مسرح خطوط المواجهة الأولى على سواحل نهر كارون"، مستدركا بقوله: "بات مسرح المواجهة اليوم في السواحل البعيدة وفي عمق منطقة جغرافية واسعة آخذة بالاتساع يوما بيوم".
وأوضح سلامي في كلمته أنه "لا ينبغي أن نتصور مع مشاهد بعض التراجعات التكتيكية والمرونة أن الثورة آخذة بالضعف"، مضيفا أن "بناء الحضارة الإسلامية الكبيرة في العالم بحاجة إلى أنموذج صغير يرسي دعائمه على أساس هذه الهوية".