تجددت
أزمة السولار والبنزين في
مصر، وعادت
السوق السوداء لتسيطر على الساحة وتسجل انتشارا على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، بضغوط نقص الكميات التي تطرحها وزارة البترول والثروة المعدنية بمصر.
وعلقت محطات توزيع وقود لافتات تحمل عبارة "مغلق حتى إشعار آخر"، فيما قامت أخرى بغلق أبوابها وتركت عاملا واحدا ليرد على السائقين وأصحاب السيارات بأن المحطة خالية تماما من أي نوع من أنواع
الوقود.
وفيما تصر وزارة البترول المصرية على عدم وجود أزمة في نقص الكميات المطروحة من السولار والبنزين، فإنه يظل الشارع شاهدا على حجم الأزمة، حيث تجددت أزمة الطوابير والزحام أمام محطات توزيع الوقود وفي الشوارع المحيطة بها انتظارا لتوفر البنزين أو السولار، وقد تمتد فترة الانتظار لساعات طويلة وربما أيام في بعض المناطق، وخاصة على الطرق السريعة والمناطق النائية ومحافظات الصعيد.
وقبل أيام، أكدت وزارة البترول على لسان متحدثها الإعلامي، حمدي عبد العزيز، أن جميع المنتجات البترولية متوافرة وكافيه لسد احتياجات السوق المحلية، وأن التكدس أمام محطات الوقود لا يرجع إلى نقص المواد البترولية ولكن إلى انتشار شائعات حول قرب ارتفاع أسعار المواد البترولية مع تطبيق منظومة الكروت الذكية، حيث حاول البعض تخزين أكبر قدر ممكن من الوقود.
وقال أحمد بكري، وهو صاحب سيارة نقل، إن السولار اختفى تماما من محافظات الصعيد، ونادرا ما توجد محطة توزيع واحدة فيها نوع واحد من أنواع الوقود، باستثناء بنزين 92 الذي لا يقبل عليه الفقراء والبسطاء بسبب ارتفاع سعره.
وأوضح أن هناك من ينتظر أمام محطات التوزيع لمدة يوم كامل انتظارا للسولار، وهناك من يلجأ إلى السوق السوداء والحصول على السولار بأسعار مرتفعة تتجاوز ضعف الثمن الرسمي وربما أكثر، ولكن عدم وجود أي بديل قد يدفع كثيرين إلى اللجوء إلى السوق السوداء التي لا يعرف أحد من أين تحصل على هذه الكميات الكبيرة من المحروقات التي تغيب عن محطات التوزيع التابعة للحكومة.
وأشار إلى أن طريق الصعيد، سواء الشرقي أم الغربي، يوجد فيه عدد كبير من محطات توزيع الوقود وخاصة الطريق الغربي، ولكن غالبية هذه المحطات مغلقة بسبب عدم وجود الوقود فيها، ومن تتعطل سيارته بسبب نفاد الوقود يضطر إلى الانتظار لمدد كبيرة أو الاستعانة بأحد أصدقائه ليشتري له الوقود من السوق السوداء، أو أن يعرض سيارته للخطر ويتركها في الصحراء ويبحث بنفسه عن الوقود في المناطق القريبة من الطريق الصحراوي.