فرض تنظيم الدولة سيطرته الكاملة على منطقة "القريتين" في ريف
حمص الشمالي وسط
سوريا خلال الساعات القليلة الماضية، عقب معارك ضارية خاضها التنظيم مع قوات النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني الموالية للأسد، استطاع التنظيم فيها قتل العشرات من قوات النظام، وأسر عدد آخر منهم. المواجهات العسكرية بين النظام السوري وتنظيم الدولة كانت بالغة الصعوبة على الجانبين، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" لـ "
عربي 21" خلال اتصال خاص معه.
وقال التلاوي إن الجانبين اعتمدا على عمليات الكر والفر، لتفضي في النهاية إلى دخول التنظيم إلى منطقة "القريتين" وانسحاب قوات النظام السوري منها، وتكثيفه للغارات الجوية، والقصف من مسافات بعيدة، وخاصة من فوج "حميرات" الواقع على بُعد 28 كيلومترا من المنطقة. وعقب
سيطرة التنظيم على منطقة "القريتين" استمر في التقدم باتجاه منطقة "مهين" الواقعة على بعد 12 كيلومترا عن منطقة "القريتين"، إلى بلدة قريبة من "مهين" تدعى "حوارين"، وهي هدف عسكري أخر للتنظيم.
وتعتبر "حوارين" من القرى ذات الغالبية المسيحية المسلحة والموالية للنظام السوري.
وأضاف التلاوي أن الأحياء الموالية للأسد في حمص المدينة وسط سوريا، تشهد بدورها حركة استنفار عامة ومكثفة للمقاتلين "العلويين" بهدف إرسالهم كـ "قوات مساندة" للنظام السوري في ريف حمص الشرقي لمنع سقوط المزيد من المناطق بيد تنظيم "الدولة"، بعد عجز الطيران الحربي والقصف الصاروخي عن ايقاف مقاتلي التنظيم.
وتركزت الحشود العسكرية للمليشيات الموالية للنظام السوري في أحياء "الزهرة والأرمن والمهاجرين والزهراء"، في حين باتت الشوارع شبه خالية، خوفا من استمرار تقدم التنظيم باتجاه حمص المدينة، التي تقطنها الغالبية من الطائفة "العلوية" الموالية للأسد، وأشار المصدر إلى رفض بعض مليشيات "الدفاع الوطني" التوجه نحو ريف حمص الشرقي، واقتصار أعمالها على تحصين مواقعها في المناطق التي تتمركز بداخلها.
وأضاف المصدر، أن منقطة "القريتين" التي سيطر عليها تنظيم "الدولة" مؤخرا، تشهد حالة إنسانية صعبة من جميع النواحي، وأن الوضع الطبي فيها يتأزم، إلى جانب سقوط أعداد كبيرة من الجرحى بين المدنيين نتيجة قصف النظام لها بشكل عنيف للغاية، على الرغم من وجود عشرات آلاف العائلات فيها.
عدد سكان منطقة "القريتين" التابعة لمحافظة حمص، والواقعة على تخوم البادية السورية، حوالي مائتي ألف نسمة، غالبيتهم من النازحين من المناطق المجاورة، إضافة إلى أبناء المنطقة.
وأوضح "التلاوي" أن التنظيم عاجز عن إيقاف سلاح الجو السوري، الذي نفذ عشرات الطلعات في فترات وجيزة على المنطقة.
يذكر أن منطقة "القريتين" في ريف حمص، تشتهر بالعنب "القرواني"، والذي يعتبر من أجود أنواع عنب المائدة نظرا لحلاوته العالية ورقة جلد الحبة، ويفضل أهل القريتين أكله قبل الاستواء ويسمى بـ "مزيج".