تتصاعد أزمة
النفايات في
لبنان كمادة جدل سياسي، إلى جانب كونها حديثا يوميا للمواطن في ظل الأجواء الحارة وما يرافقها من تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، وذلك على الرغم من نجاح الحكومة -التي تمر بأزمات داخلية- بتسكينها مؤقتا.
فأكوام النفايات المتكدسة في مختلف مناطق العاصمة بيروت وضواحيها لم تمنع طرفي الأزمة الرئيسين في البلاد،
تيار المستقبل وحزب الله، من تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن استمرارها، ووضعها في إطار الانقسام السياسي الحاصل.
وزير الصناعة والقيادي في
حزب الله حسين الحاج حسن، شن هجوما غير مباشر على تيار المستقبل وحلفائه في ما يتعلق بالأزمة، حيث إنه اتهم سياسيين بأنهم يقومون بـ"منع شركات من المشاركة في مناقصة بيروت"، في إشارة الى الخلاف داخل الحكومة بشأن مناقصة جمع النفايات بعد انتهاء عقد شركة "سوكلين" التي يملك فيها آل الحريري الحصة الأكبر.
ولفت الحاج حسن في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إلى أن "المحاصصة السياسية والإصرار على عدم إجراء مناقصات هو ما أوصلنا الى الأزمة، بالإضافة إلى تراجع هيبة الدولة وفشل المعالجات الحكومية والخطاب الطائفي"، كاشفا أن "60 ألف طن من النفايات مكدسة في بيروت وضواحيها".
واقترح الوزير اللبناني أن تقوم كل منطقة باستيعاب نفاياتها على حدة "ولتحمل المسؤولية الوطنية عن طمر نفايات بيروت والضواحي بسبب عدم وجود مساحة للطمر فيها، مبديا موافقته في ذات الوقت على "حل تصدير النفايات إلى الخارج".
أما على المقلب الآخر، فقد رأى عضو كتلة المستقبل النيابية سمير الجسر، أن جزءا من أزمة النفايات "وُظّف بطريقة سياسية من شأنها إذكاء التشنّج بكل أسف، لجهة الطريقة التي تمّ التعاطي بها ومشهد الموتوسيكلات (الدراجات النارية) في الشوارع"، في إشارة إلى قيام مجهولين، على دراجات نارية بإلقاء النفايات أمام منزل رئيس الحكومة تمام سلام الاسبوع الماضي، تحدثت مصادر إعلامية بأنهم ينتمون لسرايا المقاومة التابعة لحزب الله.
وأشار الجسر في حديث لصحفية الجهورية إلى مسؤولية حزب الله في تأجيج الرأي العام ضد الحكومة بشأن أزمة النفايات، بالقول: "عندما تخرج هذه الموتوسيكلات من مناطق نفوذ معيّنة فلا نستطيع أن ننزع الانطباع من أذهان الناس بأن لا علاقة لحزب الله بالأمر أو أنّه غضّ الطرف عنها".
يذكر أن أزمة تكدس النفايات في بيروت وضواحيها لا تزال قائمة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في ظل رفض بلديات خارج بيروت تضم مكبات ومطامر للنفايات من نقل كميات منها إلى مناطقهم لما يقلون إنها أضرار بيئية تسببها لهم.