دعت صحيفة "التحرير" الداعمة لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي إلى رحيل حكومته برئاسة إبراهيم
محلب، حيث وضعت صورة محلب في صدارتها، وتساءلت: متى ترحل؟، وخصصت صفتين كاملتين لمهاجمة سياساته، وتصريحاته، محملة السيسي نفسه مسؤولية اختيار حكومة محلب، واستمرارها، وإخفاقها في مواجهة الأزمات التي تعاني منها البلاد.
وأشارت "التحرير" إلى أن "رئيس الوزراء يستحق "الكرت الأحمر" بعد تصريحاته في غينيا الاستوائية".
وقالت -في عددها الصادر الجمعة- إن رئيس الحكومة إبراهيم محلب يرتاح لتسميته بـ"البلدوزر"، ويبدو أنه لا يعرف أن تلك الآلات تدمر أحيانا.
وأضافت أن تصريحات محلب أمام الجالية
المصرية بغينيا تندرج تحت تلك النوعية من التصريحات التي من المفترض أن تكون علامة النهاية للمسؤول، ودليلا على إنهاء صلاحيته للعمل، ومؤشرا يجب أن يتخذه صاحب القرار لاتخاذ قراره بأن يكرم محلب، ويمنحه لقب رئيس وزراء سابق، ويحصل بها على "الكرت الأحمر" الذي يخرجه من الملعب نهائيا.
وأوضحت أن أحد أبناء الجالية المصرية بغينيا الاستوائية سأل رئيس الحكومة في لقاء عقد لأبناء الجالية المصرية هناك على هامش مؤتمر عن الإيبولا حضره محلب.. المواطن المصري سأل رئيس الوزراء عن مدى خطورة سد النهضة على الحياة في مصر.
فجاء رد المسؤول التنفيذي الثاني في البلاد بعد رئيس الجمهورية: "مشروع سد النهضة الإثيوبي تتم مراجعته بمشاركة مصرية وخبرات عالمية، بما يحقق مصالح دول حوض النيل دون أي نقص أو زيادة، وإنه لا خوف من بناء السد لأن مصر تعمل بإيجابية" .
وأضافت: هكذا قال رئيس الحكومة: "لا خوف من بناء السد"، بينما يحذر الخبراء والباحثون والمتابعون من تبعات استكمال بناء السد، بل حذر وزير الري والموارد المائية نفسه -الذي يعد المسؤول الأول عن التفاوض مع إثيوبيا حول بناء السد- أكثر من مرة من خطورة استكمال بناء السد على حصة مصر المائية، ومياه السد العالي، وبالتالي تأثر الكهرباء، وبوار الأراضي الزراعية، بينما رئيس الوزراء يرى أنه "لا خطورة على مصر من بناء السد".
وتابعت: "تصريحات محلب لا تعبر إلا عن كون الرجل لا يملك المعلومات الكافية، أو أنه يقصد "تهيئة" الجو العام المصري على خبر الانتهاء من مشروع سد النهضة قريبا خصوصا أن إثيوبيا تسارع من أجل الانتهاء من البناء قريبا، أو يعمل رئيس الحكومة على التعتيم من مخاطر السد لأسباب لا يعلمها أحد.
وتابعت: في لقاء أبناء الجالية المصرية في غينيا الاستوائية، قال محلب أيضا إن الوضع في سيناء آمن برغم أن الحكومة نفسها ورئيس الجمهورية يصفون دائما ما يحدث في سيناء بأنه حرب، وأن الدولة تواجه حربا مع مجموعات متشددة، بل إن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي قال في أكثر من مناسبة إن "الحرب ضد الإرهاب صعبة، وستستغرق وقتا طويلا، وإن ثمنها يدفعه الجيش والشعب".
وتساءلت "التحرير": هل الحل في خداع الشعب أم مصارحته؟ مشيرة إلى أن السؤال المترتب علي السؤال السابق هو: ما الذي يضر رئيس الحكومة إن كان صريحا مع الشعب، ويتحدث بكل وضوح ودون مواربة عن الأزمات التي تمر بها البلاد، سواء في حربها على الإرهاب الذي يضرب حتى وسط القاهرة، كحادثة القنصلية الإيطالية مؤخرا، واغتيال النائب العام هشام بركات، ومن قبلهما استهداف دار القضاء العالي، وقبل ذلك كله تفجير سيارة مفخخة أمام مديرية أمن القاهرة، ومديرية أمن الدقهلية؟
واستطردت -فيما طالعته صحيفة عربي21-: أليس الاعتراف بتلك العمليات من ناحية يدفع المسؤولين إلى وضع خطط جادة وحقيقية لمحاربة الإرهاب، ومن ناحية أخرى يدعم الدولة خارجيا في حربها على الإرهاب؟
وقالت: "في ثورة 25 يناير كان من بين المطالب المرفوعة دائما أن تكون الشفافية عنوان المرحلة، وهو ما لم يدركه رئيس الحكومة، وأسقطه من حساباته، كما أسقط باقي المطالب الأخرى"، على حد قولها.
يا سيسي أنت السبب
الصحيفة صعدت من نبرتها في انتقاد الحكومة، والمطالبة برحيلها، إلى انتقاد السيسي نفسه، باعتباره هو من جاء بها، ورضي بأدائها.
فقالت: "من فشل إلى فشل تسير الحكومة بخطى ثابتة لا تحيد عن مسارها المرسوم الذي ينذر بنهاية سوداوية قريبة.. فما بين التصريحات المتضاربة والخاطئة وبين التراخي والقرارات العارية عن الصحة، تُسقط حكومة محلب البلاد في القاع، الأمر الذي أكد سياسيون أنه ليس مسؤولية رئيس الحكومة ورجاله بقدر ما يتسبب فيه رئيس البلاد نفسه؛ كونه صامتا وراضيا بهذا الأداء الضعيف، والسيئ للحكومة".
واستشهدت "التحرير" برأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حازم حسني الذي قال لها: "إن المهندس إبراهيم محلب ليس رئيس وزراء، وإن الأزمة أكبر من الحكومة ومنه"، مضيفا أنه ما دام من يختار رئيس الوزراء هو نفس الشخص، فلن يُجدي إبعاد محلب عن الحكومة أي شيء.
وتابع: "لا أجد فرقا بين رحيل محلب أو استمراره في منصبه؛ لأنه إذا رحل سيلجأ صاحب الاختيار إلى من يسير على درب سابقه نفسه"، مضيفا: "لا بد من تغيير نظام الاختيار والمحاسبة والمتابعة، وإلا سنظل فيما نحن فيه".
في السياق نفسه، قال القيادي بحزب الكرامة أمين اسكندر: "لا المهندس إبراهيم محلب، ولا اللي اختاره لرئاسة الوزراء بيفهموا في السياسة، ولا توجد سياسة في البلاد أساسا".
وأضاف أن مواجهة الأزمات التي تحدث في البلاد ليست مسؤولية رئيس الوزراء وحده، لكنها مسؤولية رئيس الجمهورية قبله.
ومن جهته، قال رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء شعبان: "أرجو ألا يأتي يوم نطالب فيه بمحاسبة المهندس إبراهيم محلب، وكل المسؤولين في الدولة عن كوارث المياه خصوصا، وباقي كوارثنا عموما".
وأضاف: "نحن في مشكلة كبرى، وما يحاول محلب إيصاله للناس بتلك التصريحات ما هو إلا وهم كامل، لا أساس له من الصحة"، وفق قوله.