روبرت ساتلوف: ماذا لو فشل اتفاق النووي بين إيران والغرب؟
لندن - عربي2120-Jul-1501:41 AM
1
شارك
ساتلوف اعتبر أن فشل الاتفاق النووي لن يؤدي إلى الحرب (أرشيفية) - أ ف ب
ناقش مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، نتائج عدم نجاح الاتفاق النووي مع إيران، قائلا إن "حجة أن الخيار البديل لهذا الاتفاق هي حجة خاطئة".
ونفى ساتلوف سيناريو اندلاع الحرب عبر تصويت الكونغرس على إبطال الاتفاق، مما يدمر القيود المتعلقة بالبرنامج النووي، وبالتالي إسراع الإيرانيين إلى إنتاج قنبلة، وحصول سباق إقليمي للتسلح بالشرق الأوسط، واستخدام حزب الله لبدء حرب في إسرائيل.
وأوضح رئيس معهد واشنطن، الواجهة الفكرية للجمهوريين الأمريكيين، بقوله أن "الشكوك قد تبدأ توارد الرئيس الأمريكي حول اتفاق فيينا؛ نظرا لما يواجهه من معارضة قد تتطور إلى ثورة محتملة داخل حزبه بالإضافة إلى المعارضة شبه الكاملة من الجمهوريين"، متابعا بالقول أنه "إذا كان لا يزال ينوي إنقاذ الاتفاق النووي، سيتوجب عليه العودة إلى طاولة المفاوضات - مع شركائه في (مجموعة الخمسة زائد واحد) أولا، ومع إيران بعد ذلك - لضمان إدخال تحسينات معيّنة".
وتابع بالقول بأن "هذه التحسينات على سبيل المثال تشمل إعطاء إيران قدرا أقل من الوقت لتأخير عمليات التفتيش، والحفاظ على حظر توريد الأسلحة لفترة أطول، وتفصيل العواقب بصورة واضحة ومتفق عليها لمختلف أنواع الانتهاكات الإيرانية. بمعنى آخر، إنّ التصويت بالرفض قد يجبر الرئيس الأمريكي إلى السعي للتوصل إلى ما يُشار إليه عامة كـ اتفاق أفضل".
سيناريو آخر
أما السيناريو الآخر الناتج عن تقييد قدرة الكونجرس للرئيس أوباما على التخلي عن العقوبات المفروضة على إيران سيكون، بحسب ساتلوف، هو إدراج الاتفاق ضمن القوانين الدولية قبل أن يتمكن الكونجرس من التصرف.
وأضاف "ولنقل أنّ الكونغرس سيصوّت في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر على إبطال نقض الرئيس. عندئذ سيتوجّه الرئيس العازم على إقرار الاتفاق إلى الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعلن أنّه سيفعل كل ما في وسعه لتنفيذ الاتفاق. وإذا لم يسمح له الكونغرس بالتنازل عن العقوبات، كما فعل فيما يخصّ ترحيل بعض المهاجرين غير الشرعيين، فعندئذ سيوجه قرارا إلى وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأمريكيتين بتركيز سلطتهما في تنفيذ القوانين على قضايا أخرى. وسيثير ذلك غضب الكونغرس وستلوح معركة قانونية في الأفق".
إلا أن ساتلوف استدرك بالقول بأنه "ولكن حتى في هذه المرحلة لا تكون الولايات المتحدة قد انتهكت الاتفاق. فوفقا للصفقة، تتمثل الخطوة التالية بتطبيق إيران للقيود النووية المفروضة عليها، أي تجميد عمل أجهزة الطرد المركزي وتعديل تصميم مفاعل آراك لإنتاج مادة البلوتونيوم وغيرها، بشكلٍ يرضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف بالقول "ويقدّر أغلبية الخبراء أنّ ذلك سيستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر، ولن تكون دول (مجموعة الخمسة زائد واحد) ولا الأمم المتحدة مضطرة إلى تطبيق التزاماتها برفع العقوبات، إلا بعد تأكيد الوكالة الدولية أنّ إيران قد لبّت المتطلبات المنصوص عليها".
أما حول إيران، فإن ساتلوف يرى أن إيران لن تستغل هذه الإجراءات لتندفع لصناعة قنبلة، موضحا أنها "ستعسى إلى استغلال المشاحنات الداخلية في الولايات المتحدة لعزل أمريكا عن شركائها في التفاوض".
ويعتقد ساتلوف أن الدبلوماسيين الإيرانيين سيقولون "نحن نأسف جدا لرؤية عقول صغيرة في الكونغرس تحاول تبديد آمال السلام والأمن المشترك. لكننا لن نسمح لهم بذلك، وسنستمر في محاولة الالتزام بأحكام الاتفاق"، معتبرا أن هذه "أفضل وسيلة تستطيع إيران من خلالها ضمان قيام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة برفع العقوبات المفروضة عليها، وفي الوقت نفسه، تعميق الانقسامات بين واشنطن وحلفائها الرئيسيين"، بحسب قوله.
واختتم ساتلوف بقوله "هذه الفوضى بعيدة كلّ البعد عن الحرب. ومن وجهة نظري، إن الحرب الوحيدة التي قد تندلع نتيجة تصويت الكونغرس على عدم إقرار الاتفاق هي حرب كلامية بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في الولايات المتحدة، الأمر الذي ستفصل فيه المحكمة العليا في نهاية المطاف. بمعنى آخر، إن السيناريو الأسوأ الذي قد ينتج عن هذا التصويت، هو سير الأمور على منوالها المألوف في واشنطن".
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ليس الواجهة الفكرية للجمهوريين الأمريكيين ولا علاقة له بالحزب الجمهوري إنما هو في الواقع الواجهة الفكرية للوبي الصهيوني AIPAC ولذلك يتهافت الأخوة العرب عليه. مواقف المعهد وأبحاثه أقرب الى الحزب الديمقراطي منها الى الحزب الجمهوري.