تهوي أسعار
السيارات الألمانية الفاخرة في
الصين بشدة؛ نتيجة ضعف الطلب على العلامات التجارية التي كانت تباع يوما ما لأثرياء الصين بعلاوات سعرية؛ وذلك جراء الخسائر الفادحة في بورصة الأسهم والقلق من تباطؤ النمو الاقتصادي بصفة عامة في البلاد.
ومع تراجع عدد العملاء والطلبيات اضطر 12 معرض سيارات بي.أم.دبليو، يديرها وكيل لديه صالات عرض في مختلف أنحاء الصين لعرض خصومات كبيرة بهدف جذب العملاء.
وقال مدير سلسلة المعارض إن النشاط كان ضعيفا بالفعل بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، والحملة على الفساد التي نالت من مبيعات السيارات الفاخرة، مضيفا أن متاجره اضطرت لعرض خصم خمسة في المئة لتسهيل عمليات البيع العام الماضي.
وعلى مدار الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، أدت خسائر البورصة لتقليص ثروات مشترين محتملين، ما دفع عددا كبيرا من هذه المتاجر لعرض خصم أكبر على سيارات، من بينها "بي.أم.دبليو-أكس6 كروس أوفر" الرياضية.
وقال رئيس المجموعة الذي طلب عدم نشر اسمه، كي لا يضر بعلاقات مجموعته مع "بي.أم.دبليو": "تباطأت الأعمال في الأشهر الثمانية عشر الماضية، وفي الآونة الأخيرة اضطررنا لزيادة الخصم".
وتابع: "حين يدخل العميل صالة العرض لن يفكر حتى أن يفتح محفظته إذا لم يكن هناك خصم لا يقل عن 15 في المئة".
وقالت شركة "بي.أم.دبليو" في بيان، إنها تدرك "الحاجة لدعم الوكلاء بفعالية في سوق مضطربة".
وأضافت أنها أخذت عددا من الإجراءات، من بينها تقليص حجم الشحنات لمساعدة الوكلاء على خفض مستويات المخزون وخطوات "مختلفة" لإدارة التدفقات النقدية.
وفي متاجر مرسيدس بنز التي يديرها وكيل لديه نحو 200 منفذ يبيع عدة علامات تجارية، تراجع أعداد الزبائن بشكل ملحوظ منذ منتصف حزيران/ يونيو، حين اعترت سوق الأسهم الصينية موجة هبوط دفعت المؤشرات للتراجع بمقدار الثلث.
وقال مدير كبير في سلسلة متاجر الوكيل إن حركة العملاء في بعض متاجر "مرسيدس بنز": "انخفضت بين 20 و30 في المئة"، مقارنة بمستوياتها قبل عام، وذلك على مدى الشهر الماضي.
وترتفع المبيعات في عدد من المتاجر، ولكنها تتطلب جهدا أشد وخصومات كبيرة على الأغلب.
وأشار متحدث باسم شركة "دايملر" المالكة للعلامة التجارية "مرسيدس بنز" إلى النمو القوي نسبيا للمبيعات في الصين في أول ستة أشهر من عام 2015، وقال دون التطرق لتفاصيل إن المبيعات نمت بنسبة 21.6 في المئة.
في أول مؤشر على أن اضطراب سوق الأسهم قد يوثر على الإنفاق في الاقتصاد الحقيقي، قلص اتحاد صناع السيارات في الصين الجمعة الماضي توقعاته لنمو مبيعات السيارات في عام 2015 إلى ثلاثة في المئة فقط.
وكان الاتحاد توقع في السابق نمو مبيعات سيارات الركاب والتجارية سبعة في المئة، لتصل إلى 25.1 مليون سيارة العام الجاري.