شهد معبر كراج الحجز الذي يمثل المعبر الوحيد بين شطري مدينة
حلب؛
تبادل 26 جثة لمقاتلين من الثوار والنظام السوري، ليرتفع العدد في عمليات التبادل إلى 76 جثة خلال شهر واحد.
واشتهر المعبر باسم "معبر الموت" بسبب أعداد الضحايا الذين قتلوا على يد قناصة النظام السوري خلال مرورهم عبر المعبر، قبل إغلاقه بشكل كامل. ويصل المعبر بين حي
بستان القصر بحلب، الذي يسيطر عليه الثوار، وحي المشارقة الذي يخضع لسيطرة قوات النظام.
وعن عملية التبادل التي تمت الثلاثاء الماضي، يقول الناطق باسم حركة أحرار الشام، أحمد قرة علي، في حديث خاص لـ"
عربي21": "تمت عملية التبادل عبر معبر بستان القصر، حيث تسلمنا 10 جثث للثوار، أربعة منهم ارتقوا على جبهة جمعية الزهراء قبل أيام، والبقية ارتقوا على جبهات باشكوي، وما حولها، وجبهات حلب الأخرى، مقابل 16 جثة من قوات النظام، كانوا قد قتلوا جراء محاولتهم اقتحام ريف حلب الشمالي في قريتي رتيان وحردتنين قبل نحو خمسة أشهر".
وأشار الناطق باسم حركة أحرار الشام؛ إلى أن "عملية التبادل جرت بعد التنسيق بين لجنة خاصة من الحركة مع وسيط بينها وبين قوات النظام، وبتنفيذ من عناصر منظمة
الهلال الأحمر".
وأكد مصدر في الهلال الأحمر السوري في حلب، فضّل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن عملية التبادل جرت عبر وسيط بين الطرفين، وأن الهلال الأحمر قامت بتنفيذها عبر عربات يستخدمها باعة جوالون، مشيرا إلى أن العبور يتم بعد التنسيق مع الطرفين.
وتعد هذه المرة الثالثة التي تجري فيها عملية تبادل جثث أو أسرى عن طريق معبر بستان القصر خلال شهر واحد تقريبا، حيث سبق هذه العملية الأخيرة، عمليتا تبادل الشهر الماضي، الأولى كانت في الثالث من حزيران/ يونيو، تم بموجبها إطلاق سراح سبعة أسرى من عناصر قوات النظام بالإضافة إلى جثتين من قتلاه، مقابل الإفراج عن ثلاثة معتقلين مدنيين، بينهم رجل وزوجته.
والثانية في 11 حزيران/ يونيو، حيث تمّ بموجبها تسليم 20 جثّة من قوات النظام، مقابل 30 جثّة من عناصر الثوار، وتم نقل الجثث آنذاك عبر كراج الحجز، باستخدام عربات الباعة المتجوّلين.
ويبين مصدر من الهلال الأحمر أنه تمت 15 عملية تبادل جثامين وأربع عمليات تبادل أسرى، في الفترة الممتدة من الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2012 وحتى 10 تموز/ يوليو الجاري، موضحا أن تسعة منها تمت عبر معبر بستان القصر، والبقية تمت في مناطق التماس على طريق حلب – دمشق الدولي، وطريق حلب – المنصورة، دون أن يكشف المصدر عن الأعداد الكلية للقتلى والأسرى الذين شملتهم عمليات التبادل هذه.
وتتحدث منظمة الهلال الأحمر عن قيامها بنقل المساجين من سجن حلب المركزي خلال المعارك التي دارت هناك العام الماضي، والتي أسفرت عن فك قوات النظام الحصار عنه في أيار/مايو من ذلك العام.
ويمثل معبر بستان القصر، الذي يقع وسط مدينة حلب، نقطة تماس بين الثوار وقوات النظام، ويفصل بينهما طريق يمتد لنحو 500 متر، وسط تحصينات من الطرفين في بداية الطريق ونهايته.
وتشكل المعبر بعد سيطرة المعارضة على القسم الشرقي من مدينة حلب في صيف عام 2012، وكان المعبر الوحيد الذي يصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي، بعد إغلاق كافة الطرق ونقاط التماس الأخرى، ليسمح للمدنيين بعبوره سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية أو العربات فقط، لإدخال وإخراج بعض المواد الغذائية بين الطرفين. وقد تكرر إغلاقه عدة مرات من الطرفين، قبل أن يغلق بشكل كامل من قبل قوات النظام منذ نحو عام ونصف.
وتكمن أهمية عملية التبادل عبر معبر الموت، كونها تمت في ظل إغلاق المعبر من قبل قوات النظامـ ومنع دخول المساعدات الطبية والمواد الغذائية، بالتزامن مع شن قوات النظام حملة قصف مكثف بالصواريخ والبراميل المتفجرة على أحياء حلب التي يسيطر عليها الثوار.
وقد أطلق أهالي حلب عليه اسم "معبر الموت"، بسبب كثرة عمليات القتل التي كانت تطال المدنيين أثناء عبورهم بين شطري المدينة، عن طريق قناصي النظام المتمركزين في القصر البلدي وقلعة حلب ومباني الإذاعة. وجميع هذه المناطق مرتفعة وتطل على هذا الطريق، ليكون العابرون هدفا سهلا لقناصي النظام.