كشف مخرج البرنامج الرمضاني الساخر والجريء،
سيلفي،
أوس الشرقي، أنه وصلت إليه "أكثر من أربع أو خمس رسائل تهديد مباشرة بالقتل، وغيره من الكلام الذي لا معنى له حول جز العنق"، مضيفا أن "هذا أمر طبيعي، ولدينا توقعات بحدوث مثل هذا الأمر".
وأثار البرنامج الذي يعرض على فضائية "إم بي سي" عاصفة من الجدل لم تهدأ بعد بثه حلقات من بطولة الفنان
ناصر القصبي، انتقدت المظاهر الاجتماعية الشاذة والممارسات الخاطئة والطائفية وتحدي الإرهاب بسلاح السخرية عبر حلقات توجهت مباشرة إلى تنظيم الدولة، وما يمارسه التنظيم من تغرير بالشباب، واقتيادهم إلى مناطق القتال، وصولا إلى إقناع الابن بقتل أبيه.
وقال المخرج العراقي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "ما نريد قوله في برنامج سيلفي هو أننا داخل الحدث وجزء من الأحداث التي تجري في المجتمع، ونحن أيضا مرآة كبيرة للمجتمع".
وأضاف الشرقي أنه "لم نتوقع بأن البرنامج سيثير ضجة بهذا الحجم والضغط الذي لم نكن نتخيله، وهذا الأمر أسعدنا جدا. وتفاجأنا خلال عرض الحلقات التي تطرقت لموضوع
داعش من الكم الهائل من ملايين الرسائل التي وصلت إلينا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل والتعليقات التي فاقت توقعاتنا".
وأوضح: "تلقينا بعض التعليقات السلبية، لكن أغلب التعليقات كانت آراء إيجابية، ذلك أنّ الأغلبية من الناس ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية".
ونفى الشرقي اتهامات الإساءة للإسلام، خاصة في الحلقة الأولى التي شهدت مشهدا كاريكاتوريا لتحطيم أحد المتشددين لآلة العود الموسيقية، وأوضح قائلا: "الحلقة أثارت ضجة، ولكن من المتشددين فقط، الذين فهموا بشكل خاطئ لمجرّد أنّ الشخصية في الحلقة شخص انتهازي اتجه للدين. وارتداء الشخصية ملابس توحي بأنه إنسان ملتزم يزعج بعض المتشددين، والحقيقة أنّ الحلقة لم تهدف إلى الإساءة للإسلام، ولكن تشير إلى ظاهرة استغلال بعض الانتهازيين باسم الدين".
وأضاف: "بالنسبة لحلقة داعش والإرهاب، فقد أثارت ضجة على نطاق أوسع، وكانت ذات تأثير أكبر على الناس، وأعتقد أنّ الرسالة الإيجابية التي تنطوي عليها قد وصلت للكثيرين، وهذا هو الأهم".
وفيما يتعلق بحلقة الطائفية والطائرة فقد أثارت أيضا ضجة كبيرة؛ لأنها أشارت ولمست جانبا مهما يعاني منه المجتمع العربي، ألا وهو مشكلة الطائفية بين أبناء المجتمع الواحد، بحسب الشرقي.
وحول التهديدات التي وصلت إليه، قال الشرقي: "إذا لم يَسْعَ الإعلام والصحافة والفن، والأمن لمواجهة الإرهاب، وإذا كنّا خائفين، فلن نستطيع أن نصرخ في وجه الإرهاب".
ونفى المخرج الذي سبق له تقديم العديد من الأعمال السياسية النقدية ما قيل بحق البرنامج من تعهد استهداف شرائح مذهبية معينة، قائلا: "داعش ليس سنّيا، ولا ينتمي للإسلام الوسطي الحنيف، ولم نفكر عند التطرّق للموضوع حول ما هي الاتجاهات أو الطائفة التي ينتمي لها التنظيم، ونحن كفريق عمل، أنا والكاتب والفنان ناصر القصبي، كنّا نعمل بروح الإنسان المسلم، نحمل قيما ذات أبعاد عربية، يوحدنا الدين واللغة، ويهددنا الإرهاب وداعش، أما غير ذلك فلا توجد أي أبعاد طائفية من أي طرف من مجموعتنا".