سيطرت هجمات تنظيم الدولة في
سيناء، هذا الأسبوع، على التحليلات الرئيسية في الصحف
الإسرائيلية الصادرة الجمعة. ويتبين من هذه التحليلات أن كتابها لا يصدقون المزاعم التي روجت لها إسرائيل، الخميس، حول تعاون عسكري بين حركة
حماس وتنظيم الدولة في سيناء.
من جهته نسف محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، هذه المزاعم الإسرائيلية، وشدد على أن "الصعوبة الأساسية التي تواجهها
مصر ليست حماس وإنما مراكز
تنظيم الدولة ومن وصفها بالتنظيمات "الجهادية" الأخرى في سيناء".
ولفت برئيل إلى عدم وجود علاقة بين حركة الإخوان المسلمين والتنظيمات "الجهادية"، وخصوصا تنظيم الدولة وأنه لا علاقة أيضا بين الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، وبين الهجمات التي ينفذها المسلحون في سيناء أو غيرها، بدليل "أن هذه الهجمات الإرهابية كانت تنفذ قبل صعود الإخوان المسلمين، برئاسة مرسي، إلى الحكم في مصر، قبل عامين فقط."
وفيما يتعلق بمزاعم إسرائيل حول وجود علاقة بين حماس ونظيم الدولة أشار برئيل إلى تهديدات الأخير، قبل أيام قليلة، بأنه "سيقتلع" حكم حماس في قطاع غزة.
وكانت حركة حماس رفضت الاتهامات الاسرائيلية بدور لها في هجمات تنظيم الدولة في سيناء.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم حركة حماس الجمعة سامي ابو زهري واعتبرها "ادعاءات سخيفة"، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم حماس إن "ادعاءات الاحتلال عن مساندة حماس لداعش والاحداث في سيناء هي ادعاءات سخيفة ومرفوضة لا تنطلي على اي طرف عربي، وتستهدف التحريض على حماس والايقاع بينها وبين الأطراف العربية وخصوصا مصر".
من جهته اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، أن "إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بوضع متواصل من نمو تهديد تحت نظرها وهي تعاني من ثقوب في الناحية الاستخبارية. واستراتيجيتنا تختلف جوهريا عن الاستراتيجية المصرية، مضيفا أن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها ولا تريد أن تدفع ألف ضحية في مواجهة مع تنظيم الدولة ولا بوضع تشكل فيه سيناء جبهة داخلية لوجيستية لحماس في غزة، ثمرة تعاون مع التنظيم".
وتابع فيشمان أن تنظيم الدولة ليس موجودا في سيناء فقط. وينبغي أن يكون المرء ساذجا لكي يصدق أن التنظيم لم يتخط الحدود من سيناء إلى النقب، حسب زعمه.
وهاجم حاملي بطاقات الهوية الزرقاء (عرب النقب)، واتهمهم بأنهم متأثرين بأيديولوجيا تنظيم الدولة.
وأضاف فيشمان، "والمقصود ليس فقط الأفراد الذين ذهبوا إلى القتال في سوريا أو أولئك الذين يشاركون في نقاشات داعش في شبكات التواصل الاجتماعي. إن داعش هو مرض معدٍ، وقد أصبح هنا"!