انتشرت في شوارع دمشق لوحات إعلانية تحث المواطنين على الالتحاق بجيش النظام السوري، في وقت تفيد فيه تقارير عن تخلف عدد كبير من الشبان عن الخدمة العسكرية الإلزامية، وعن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الذي يقاتل على جبهات عدة.
وحملت اللوحات التي علقت خلال الأسبوعين الماضيين عبارات "التحقوا بالقوات المسلحة" و"الجيش كلنا" و"بجيشنا نكسب بلدنا".
ويبدو في إحدى اللوحات شاب يرتدي زيا عسكريا ويحمل على كتفه بندقية وإلى جانبه طفلة مبتسمة ترفع يدها اليسرى بإشارة النصر، وظهرت في الصورة امرأة من الخلف تضع حجابا أبيض وترفع كذلك إشارة النصر.
وتظهر في لوحة أخرى شابة بالزي العسكري وهي تسدد صوب هدف ببندقيتها، فيما يقف في خلفية الصورة جندي يؤدي التحية.
وفي لوحة ثالثة تقف سيدة ترتدي وشاحا أبيضا كتفا بكتف إلى جانب شاب بالزي العسكري، ويحمل كل منهما بندقية على كتفه.
وحملت اللوحات توقيع "مجموعة سيدات
سوريا الخير". وتقدم هذه المجموعة نفسها على صفحتها على موقع "فيسبوك" بأنها مؤلفة من "أمهات وأخوات وبنات حماة الديار"، مشيرة إلى أن هدفها المساعدة في تقديم "حصص غذائية وأدوية وألبسة وبطانيات وحليب أطفال، بالإضافة إلى الدعم المعنوي".
وتتداول حسابات ومواقع على الإنترنت منذ يومين صورة تعميم صادر عن مديرية التجنيد في القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وموجه إلى "رؤساء شعب التجنيد في حمص"، ويدعو إلى "إبلاغ كافة المكلفين الفارين والاحتياطيين والمكلفين المتخلفين" بالالتحاق بخدمتهم في حمص. إنما لا يمكن التأكد من صحة هذه الوثيقة التي لم تؤكدها أي جهة رسمية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هناك "أكثر من 70 ألف حالة تخلف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية" في سوريا.
وتسمح السلطات للشبان بتأجيل الالتحاق في حال كانوا مسجلين في إحدى الكليات الجامعية أو المعاهد حتى تخرجهم. ويفيد من الإعفاء الابن الوحيد في العائلة، أو معيل العائلة، ومن يعاني من مرضا يمنعه من الخدمة أو إعاقة. وتبلغ مدة الخدمة العسكرية الإلزامية سنتين.
وفي إطار تشجيع الشباب على الالتحاق بالجيش، أعلن رئيس وزراء النظام السوري وائل الحلقي، خلال جلسة لمجلس الشعب الأسبوع الماضي، أن السلطات ستبدأ اعتبارا من الأول من تموز/ يوليو و"بتوجيه من الرئيس بشار
الأسد بدفع مكافأة مالية للجنود الموجودين على الجبهات الأمامية تبلغ قيمتها عشرة آلاف ليرة سورية شهريا، وسيحصل هؤلاء على وجبة طعام ساخنة إضافية يوميا".
وأشار مصدر أمني لوكالة فرانس برس في حينه، إلى أن هذا "يندرج في إطار الدعم والتحفيز".