تقول صحيفة "التايمز" إن جيل الجهاديين، الذين تربوا وعاشوا في
لندن أثناء عقد التسعينيات من القرن الماضي، عاد ليقض مضاجع الغرب من جديد.
ويشير التقرير إلى أنه في تلك الفترة تدفق عدد من الناشطين العرب والمسلمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مدينة لندن، واتخذوها مسرحا للتخطيط ضد الأنظمة الحاكمة في بلادهم.
وتذكر الصحيفة أن لندن كانت موطن للكثير من الدعاة والناشطين من الجزائر، والمجاهدين الذين قاتلوا في أفغانستان والبوسنة، ما دعا المخابرات الفرنسية إلى إطلاق "لندنستان" على العاصمة البريطانية.
ويلفت النقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن من بين الذين جاءوا إلى لندن زعيم أنصار الشريعة في تونس سيف الله
بن حسين. ويعتقد أن الجماعة تقف وراء تشدد وتعبئة الطالب التونسي سيف الدين الرزقي، الذي قام بالهجوم على ساحل القطناوي في مدينة سوسة الجمعة الماضي، وقتل 38 سائحا بينهم 21
بريطانيا.
وتفيد الصحيفة بأن التقارير تقول إن بن حسين، الذي يعرف بأبي عياض التونسي، قد فرّ إلى لندن في التسعينيات، وانتهى به الأمر تلميذا عند الناشط الأردني أبي قتادة، الذي كان يلقي دورسا في مكان قريب من محطة "بيكر ستريت"، ووصفته المصادر الغربية بأنه سفير تنظيم
القاعدة الروحي إلى أوروبا.
ويورد التقرير أن بن حسين قد سافر إلى أفغانستان، وفي عام 2011 عاد إلى تونس، بعد الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي. ومن ثم أنشأ جماعة أنصار الشريعة، التي أقامت روابط مع حركات جهادية في ليبيا وسوريا. وقد حملته السلطات الأمنية التونسية مسؤولية الاعتداء على السفارة الأمريكية في تونس.
وتوضح الصحيفة أن بن حسين لم يكن الناشط الوحيد من فترة "لندنستان"، الذي عاد ليلاحق الغرب هذا العام.
ويكشف التقرير عن أن مهاجمي الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" ومهاجم متجر الكوشير اليهودي في باريس يعتقد أنهم كانوا على علاقة بجمال بيغال، وقد التقوا به في السجن. وبيغال جزائري عاش في ليستر في بريطانيا في التسعينيات، وكان يتردد على مسجد "فينزبري بارك"، الذي سيطر عليه الناشط أبو حمزة المصري، السجين الآن في أمريكا.
وتنوه الصحيفة إلى أنه قد ألقي القبض على بيغال في دبي عام 2001، وهو في طريق عودته من أفغانستان، حيث التقى قادة تنظيم القاعدة هناك. وقضى معظم الـ 15 عاما الماضية في سجون فرنسية.
وتختم "التايمز" بالإشارة إلى أن "بريطانيا لم تلتفت للناشطين المتشددين في لندن، إلا بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، وقد تحولت من التركيز على خطر ناشطي الجيش الإيرلندي الحر، حيث بدأت تفهم الخطر الذي يمثله هؤلاء الناشطون الإسلاميون، وعلى ما يبدو جاء تحركها متأخرا، فقد نشأ جيل جديد من الناشطين".