قال محلل شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب لدى شبكة "سي أن أن" الأمريكية،
بيتر بيرغن: "علينا أن نتذكر بأن المسلمين يمثلون عشرة في المئة من سكان
فرنسا، في حين أنهم يشكلون أيضا قرابة 70 في المئة من المسجونين في فرنسا، وبالتالي فنحن أمام مجموعة سكنية تشكو التهميش، ولا تشعر بالانتماء".
ودعا إلى ضرورة التفريق بين
السلفية التقليدية والجماعات السلفية الجهادية، التي قال إنها محدودة العدد.
وتابع بأن "فرنسا لديها مشكلة مع العديد من المجموعات السكانية لديها، فهناك قرابة 1500 فرنسي يقاتلون في صفوف داعش في سوريا، ويشكلون أكبر مجموعة أوروبية في ذلك التنظيم"، على حد قوله.
واعتبر بيرغن أن الهجمات الأخيرة المرتبطة بتنظيم الدولة، لا سيما في فرنسا، "تعكس تزايد التشدد في أوروبا، وضرورة مراجعة مشكلة الانتماء لدى المسلمين في بعض دولها".
وقال بيرغن، معلقا على
هجوم فرنسا، إن "الهجمات في أوروبا تكون عادة ضد أهداف تحمل رمزية أكبر، مثل الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في كانون الثاني/ يناير الماضي، أو الهجوم على خطوط السكك الحديدية في لندن بالسابع من تموز/ يوليو 2005، وبالتالي فإن الهجوم على الشركة كان خارج السياق بعض الشيء، رغم كونها أمريكية، ونأمل ألا يتحول ذلك إلى نمط عادي".
وأضاف: "حاليا لا يوجد ما يدل على أن المشتبه به في هذه القضية سافر إلى سوريا، ولكن هذه الوقائع تؤشر إلى أمور أكبر، وتتمثل بخطر وجود الإرهاب المحلي، كما رأينا في هجمات باريس التي استمرت 36 ساعة، وانتهت بمقتل 17 شخصا".
وعن الشبهات التي كانت تدور حول منفذ الهجوم في فرنسا، ياسين صالحي، الذي كان موضوعا على قائمة المراقبة، قال بيرغن: "ليس كل التيار السلفي يميل للعنف، هناك عشرات الملايين ممن يصفون أنفسهم بالسلفية، وهي مجرد مصطلح يدل على الراغبين باتباع النبي محمد وسلفه الصالح، وهم يمتلكون آراء محافظة، ولكنهم لا يميلون للعنف بالضرورة. وما يهمنا هو السلفية الجهادية، وهم مجموعة صغيرة العدد. فكل الجهاديين سلفيون، ولكن ليس كل السلفيين جهاديين"، وفق تعبيره.