نشرت صحيفة سلايت الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول
الهجوم الذي استهدف مصنعا للغاز قرب مدينة ليون شرق
فرنسا، عرضت فيه الأدلة التي تشير إلى أن الهجوم تم بدوافع دينية، وعرضت في المقابل ما يشير إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون خلافا شخصيا بين منفذ العملية والضحية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن قضية
ياسين الصالحي، المشتبه به في قطع رأس مدير شركة من منطقة ليون الفرنسية، والقيام بمحاولة إحداث تفجير ضخم في
مصنع الغاز في مقاطعة إيزار، تطرح عدة تساؤلات حول حقيقة ما جرى.
وأضافت أن هذا الرجل البالغ من العمر 35 عاما، والذي تم نقله يوم الأحد (أمس) إلى مكتب مكافحة الإرهاب في باريس، حيث يواصل الخضوع للإيقاف والتحقيق، بدأ بالتكلم بعد ساعات طويلة من الالتزام بالصمت.
ونقلت عن مصدر مقرب من الأجهزة الأمنية المعنية، أن الصالحي اعترف بقيامه بقتل مدير الشركة التي يعمل فيها، وقدم تفاصيل حول أطوار الحادثة وملابساتها، حيث صرح بأنه أراد قتل رب عمله والانتحار بطريقة تثير الضجة، على أثر خلافات كبيرة في العمل بينه وبين مدير الشركة، وخلافات منزلية بينه وبين زوجته. كما أكد أن جريمته لا علاقة لها بقناعاته الدينية والتعاليم الإسلامية.
وأضافت الصحيفة في السياق نفسه؛ أن خلافا حادا كان قد نشب بين الصالحي ومديره، قبل يومين من الحادثة، بسبب سقوط معدات إعلامية باهظة الثمن وتعرضها للإتلاف، أثناء قيامه بوضعها في الشاحنة. وهي الحجة التي يعتمدها الصالحي لإثبات الطابع الشخصي للجريمة.
ولكن الصحيفة حذرت من الاكتفاء بهذه الرواية؛ "لأن الصالحي قد يكون تذرع بالخلاف بينه وبين مديره، لإخفاء عمل إرهابي تورط فيه هو وأشخاص آخرون، حيث ذكرت إذاعة فرنسية محلية أن الصالحي كان قد قام بتصوير صورة سيلفي مع رأس ضحيته بعد أن قطعها، وأرسلها عبر الإنترنت لمقاتل فرنسي يتواجد ضمن صفوف
تنظيم الدولة في مدينة الرقة بسوريا".
من جهة أخرى؛ نقلت الصحيفة عن أستاذ رياضة من منطقة دوبس، كان قد أشرف على تدريب الصالحي على الرياضات القتالية في سنوات سابقة، قوله إن "المتهم كان في البداية لطيفا جدا وهادئا، ولكن في بعض الأحيان كان يدخل في نوبات غضب ويصبح عنيفا وعدائيا، وحتى أثناء ممارسة الرياضة لم يكن يخوض منافسة، وإنما كان يخوض حربا".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يدل على أن الصالحي شخصية غامضة، ذات وجهين. ونقلت أيضا عن مدربه قوله: "إنه كان متعلقا جدا بالدين الإسلامي، وقد أسرّ لي ذات مرة بأنه ذهب إلى سوريا خلال سنة 2010. ولكن قيامه بهذا العمل كان مفاجأة، لأنه بالتأكيد ليس من النوع الذي يقدم على هذه الأشياء، إذ إنه ليس من النوع الذي يرغب في المبادرة والقيادة.. من المؤكد أنه تم استغلاله من قبل أطراف أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن كل شهادات جيرانه السابقين في منطقة سان برياست، أكدت أن ما قام الصالحي "مفاجئ وغير مفهوم، لأنه كان شخصا هادئا، ولم يكن له أي ماض عنيف".