أدى نحو 200 ألف مسلم صلاة الجمعة الأولى من شهر
رمضان في رحاب المسجد الاقصى المبارك، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
وتوافد المصلون الذين امتلأت بهم مصليات وساحات وأروقة الأقصى، من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والضفة الغربية والقليل من قطاع غزة، في ظل انتشار كبير لقوات الاحتلال في المدينة المقدسة.
وقد عملت قوات الاحتلال على إعاقة الحافلات القادمة من الضفة وغزة، وهو ما يناقض ادعاء الاحتلال في وقت سابق بمنح "تسهيلات" للمصلين. وأفاد مركز "كيوبرس" الإعلامي بأن قوات الاحتلال انتشرت على عدد من مداخل المدينة، وأغلقت بعض المداخل الفرعية بالشريط الأحمر.
وفرضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قيودا على دخول سكان الضفة الغربية لمدينة القدس لأداء صلاة الجمعة، حيث سمحت للرجال فوق الأربعين عاما بدخول القدس بدون تصريح، والنساء دون قيود، أما الآخرون فيلزمهم دخوله للصلاة في الأقصى تصريحا مسبقا من الاحتلال.
بدوره، أكد مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس مؤسسة القدس الدولية بفلسطين، النائب أحمد أبو
حلبية، أن الاحتلال الإسرائيلي "يعلم جيدا أن أهلنا مرتبطون بالمسجد الأقصى ارتباطا وثيقا وكبيرا، ويعلم جيدا أنه لا يستطيع فرض ما يشاء على الفلسطينيين بمنعهم من الوصول للمسجد الأقصى وشد الرحال إليه والرباط فيه".
وأوضح أو حلبية، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن توافد هذه الأعداد "رغم القيود الكبيرة"، يأتي في إطار "الصلاة والدفاع عن الأقصى الذي يتعرض بشكل يومي للاعتداءات الصهيونية"، مؤكدا أن "العدو الصهيوني لا يعجبه هذا الأمر".
وشدد أبو حلبية على ضرورة قيام الأمتين العربية والإسلامية بواجبهم تجاه مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، بقوله: "مطلوب العمل على مقاومة الاحتلال الصهيوني، ودعم هذه المقاومة ماليا وإعلاميا ومعنويا وقانونيا"، موضحا أنه من الضروري جدا "تفعيل البعد القانوني وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة؛ الذين يرتكبون الجرائم بحق القدس والاقصى والمقدسيين بشكل دائم"، حسب تعبيره.
وعقب انتهاء صلاة الجمعة، شارك المئات من المصلين في وقفة تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال، حيث نظمت بين المسجدين القبلي وقبة الصخرة المشرفة، ورفع المشاركون صور أسرى القدس، والأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، ورددوا هتافات مناصرة للأسرى والمسجد الأقصى.