اليونيسف: عدد قتلى الأطفال في اليمن تضاعف أربع مرات
صنعاء - عربي21 - عبد الحكيم هلال16-Jun-1509:14 PM
0
شارك
تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين
قالت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) إن عدد الأطفال الذين قتلوا في اليمن جراء الصراع المسلح الجاري؛ بلغ أربعة أضعاف المجموع الكلي لمن قتلوا منهم خلال العام الماضي، بينما تضاعف عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم واستغلالهم في الصراعات المسلحة.
وقال جوليان هارنيس، ممثل اليونيسيف في اليمن، في بيان رسمي وزع الثلاثاء على الصحافة، إن "عدد الأطفال الذين قُتلوا في اليمن خلال أسابيع النزاع العشرة بلغ أربعة إضعاف المجموع الكلي للقتلى الأطفال عام 2014".
وبحسب البيان، فإن التقارير أكدت "مقتل 279 طفلا وإصابة 402 آخرين بجراح، منذ تصاعد العنف في اليمن في 26 آذار/ مارس 2015، مقارنة بمقتل 74 طفلا وإصابة 244 بجراح خلال العام الماضي".
ويبدو الرقم متواضعا بالمقارنة مع حدة الصراع المسلح في اليمن، وإجمالي عدد الأشخاص الذين قتلوا جراء هذا الصراع منذ مطلع العام الجاري، حيث كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد في وقت سابق أن أكثر من 2200 شخص قتلوا، فيما أصيب نحو 10 آلاف آخرين جراء الصراع المسلح في اليمن منذ 26 آذار/ مارس وحتى نهاية شهر أيار/ مايو الماضيين.
وتعليقا على ذلك، وافق الناطق الرسمي باسم مكتب اليونيسيف باليمن، محمد الأسعدي، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، على أن أرقام الضحايا من الأطفال، التي أعلن عنها الثلاثاء، "تعد متواضعة فعلا، إذا ما أخذنا في الاعتبار حدة الصراع واستمرار المواجهات المسلحة في أكثر من جبهة، والتي شملت 19 محافظة من إجمالي 22 محافظة يمنية".
ومع ذلك، يؤكد أن اليونيسيف لا يمكن أن تعتمد إلا على التقارير التي تصلها من موظفيها أو المتعاونين معها في الميدان.
تجنيد الأطفال
وأكد ممثل اليونيسيف في اليمن جوليان هارنيس، في بيانه الثلاثاء، أن معدلات تجنيد واستخدام الأطفال ارتفعت "بشكل حاد" منذ بداية هذا العام. وأوضح أن عدد من يتم تجنيدهم واستخدامهم من الأطفال ارتفع هذا العام إلى 318 طفلا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، مقارنة بـ156 طفلا، تقول اليونيسيف أنه تأكد تجنيدهم واستخدامهم عام 2014.
وأتهم المسؤول الأممي "مجموعات مُسلحة في اليمن باستخدام الأطفال لحراسة نقاط التفتيش أو حمل السلاح".
وفيما نوه هارنيس في هذا الصدد إلى أن الأطفال يتعرضون "للقتل والتشويه والتجنيد"، شدد على مكانهم الآمن يجب أن يكون في "مدارسهم حيث يتعلمون، وليس على الخطوط الأمامية (للقتال)، حيث يحاولون تفادي الرصاص".
وكانت تقارير دولية ومحلية عديدة أكدت استخدام مليشيا الحوثي أطفالا دون سن الـ18، بشكل كبير، حيث تقوم باستغلالهم وإقحامهم في صراعاتها المسلحة التي بدأت بخوضها في اليمن منذ بداية ظهورها كحركة مسلحة عام 2004، حيث خاضت ستة حروب متواصلة مع الحكومة اليمنية حتى مطلع العام 2010، لتواصل توسعها عبر قوة السلاح خلال الفترة التي تلت انطلاق الثورة الشعبية اليمنية في شباط/ فبراير عام 2011، وحتى اليوم.
وأكد البيان أن العنف لم يدمر "حياة الملايين من الأطفال في اليمن فحسب، بل يُسبب أيضا في تبعات مريعة وطويلة الأمد على مستقبلهم". وأضاف: "تُشدد اليونيسيف مرة أخرى على ضرورة عمل جميع أطراف النزاع، والأطراف التي تستطيع التأثير عليها، على وضع حد لهذا العنف ووقفه بشكل نهائي".
ورحبت المنظمة في بيانها بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لتجديد الهدنة الإنسانية خلال شهر رمضان، "من أجل السماح بوصول المساعدات الضرورية لجميع اليمنيين المحتاجين، وتأمين فترة من الهدوء لهم".
وانطلقت الإثنين في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، مشاورات سياسية بين أطراف الصراع في اليمن، بغية التوصل إلى وقف إطلاق النار ضمن هدنة إنسانية تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، تمهيدا لبلوغ حل دائم للصراع المسلح.
وقد أشار الناطق الرسمي لليونيسيف باليمن، في تصريحاته لـ"عربي21"، إلى أن "هناك مخاطر حقيقية تتمثل بالتدهور المستمر للأوضاع الإنسانية في عموم البلاد، خصوصا بعد انضمام ما يزيد عن أربعة مليون نسمة إلى قائمة المحتاجين إلى مساعدات إنسانية عاجلة منذ مطلع العام الجاري، بمعنى أن هناك ما يزيد عن 80 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة".
وفيما يتعلق بالضرر الذي يلحق بالأطفال جراء هذا الصراع، أكد الأسعدي أن "ما يزيد عن مليوني طفل تضرروا بإغلاق المدارس وعدم اكتمال السنة الدراسية"، ميشرا إلى أن ذلك "يشكل خسارة كبيرة للأطفال"، إلى جانب مآس وكوارث أخرى سببتها الحرب، ساعدت على تضرر الأطفال وأسرهم، بينها "إغلاق أكثر من 158 مركزا صحيا في عموم البلاد"، حسب الأسعدي.
وعليه، فقد حذر الناطق باسم اليونسيف في اليمن؛ من أن "الأوضاع تتفاقم بشكل متسارع، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال استمرار الصراع المسلح".