ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن استطلاعا للرأي أظهر أن نصف البريطانيين يرفضون دخول اللاجئين إلى
بريطانيا، وبينهم
السوريون الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم.
ويشير التقرير إلى أن
الاستطلاع جاء بعد صور التقطت لسوريين يحاولون الهروب عبر الأسلاك الشائكة على الحدود التركية مع سوريا، وهو ما يظهر حالة اليأس لدى معظم اللاجئين الباحثين عن مخرج من البلاد، والبحث عن ملجأ آمن.
وتلفت الصحيفة إلى أن منظمة الإغاثة الإسلامية وصفت نتائج الاستطلاع البريطاني بأنها "تعبير عن تشدد في الرأي حول مواقف الرأي العام من اللاجئين".
ويبين التقرير أن المنظمة الإسلامية، وهي من كبرى منظمات الإغاثة في بريطانيا، قامت بتكليف مؤسسة الاستطلاعات "يوغوف" بإجراء الاستطلاع، ووجد أن نسبة 42% من البريطانيين لا يدعمون استقبال اللاجئين الفارين من مناطق الحرب.
وبحسب الصحيفة، فقد أظهرت دراسة استطلاعية مماثلة العام الماضي أن نسبة 31% من البريطانيين لا يرحبون باستقبال اللاجئين الأجانب في بلادهم. وعندما يتعلق الأمر بالسوريين، فإن الموقف يعد أكثر تشددا، حيث لا ترحب نسبة 47% باستقبالهم. وأعربت نسبة 29% فقط من المشاركين في الاستطلاع، وعددهم ستة آلاف مشارك، عن دعمها استقبال السوريين الفارين من الحرب في بلادهم.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن عدد اللاجئين السوريين يبلغ الآن حوالي أربعة ملايين نسمة، موزعين في الأغلب على خمس دول، وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وقد فاجأ آلاف اللاجئين السوريين القوات التركية المرابطة على الحدود في بلدة أكاكالي يوم الأحد، وحطموا الأسلاك الشائكة، ما اضطر القوات التركية لاحقا إلى استدعاء قوات إضافية، قامت بجمع اللاجئين السوريين في الطرف التركي من الحدود.
وتنوه الصحيفة إلى أن بريطانيا تعد من أقل الدول الأوروبية التي قدمت ملجأ للفارين من الحرب الأهلية السورية، رغم الدعوات المتكررة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بتقديم العون للسوريين واستقبال أعداد منهم. ولم تقدم بريطانيا ملجأ إلا لـ 187 لاجئا. وترى منظمة الإغاثة الإسلامية أن جزءا من المشكلة مرتبط بالمواقف السلبية تجاه المسلمين في بريطانيا.
وينقل التقرير مدير "الإغاثة الإسلامية – بريطانيا" جهانكير مالك، قوله إن "نتائج الاستطلاع مثيرة للقلق؛ لأنه يظهر أن مواقف الرأي العام البريطاني سلبية، فيما أصبحت مواقفهم تجاه اللاجئين متشددة أكثر". ويضيف: "حان الوقت للاحتفاء بالدور الذي يؤديه
المسلمون، بدلا من تشويه صورة المجتمع المسلم، واعتباره جزءا من المشكلة".
وتوضح الصحيفة أنه في الوقت الذي وافقت فيه نسبة 34% على استقبال اللاجئين، فإن النسبة انخفضت إلى 29%، عندما سئلوا عن اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وسوريا.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن معدي الاستطلاع قد سألوا المشاركين عن العبارات والمصطلحات التي يربطها الناس بكلمة "مسلمين". وكشف الاستطلاع عن ميول مثيرة "للقلق"، حيث قالت نسبة 12% إنهم يربطون المسلمين بـ"الإرهاب".