تناقضات تعيش عليها حركة فتح في رسم خط السير السياسي؛ فتارة تطبع شبيبتها في الجامعات مع الاحتلال في مقر المقاطعة بتصفيق وفرحة وترحيب وتجميل لصورة الكيان رغم أن الذين استقبلتهم الشبيبة في المقاطعة برام الله قبل عام جلهم جنود، في حين تبارك مقاطعة شبيبة
بريطانيا لجامعات صهيونية وصهاينة!!
من جهة أخرى تناشد حركة فتح العالم العربي والإسلامي بشد رحال التطبيع إلى المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي تقاطع فيه العديد من الدول شركات الطيران
الصهيونية وتمنع دخول مجرمي حرب إلى أراضيها وتضع إجراءات صارمة عليهم.
تواصل حركة فتح التناقض فتمنع بعض المنتوجات الصهيونية من جهة وتعمل على تفعيل الشراكة
الاقتصادية مع الاحتلال من جهة أخرى؛ كما مشاركتها في مؤتمر البحر الميت والسماح لمنتوجات صهيونية كثيرة في الأسواق
الفلسطينية، في حين تتواصل حملات المقاطعة للمنتوجات الصهيونية في أروقة البرلمانات الأوروبية والأسواق!!.
يقوم العديد من أبطال الرياضة والأندية في العالم بإلغاء ألعاب لهم لأن صهاينة يشاركون فيها بينما تتم معانقة رئيس الاتحاد الكروي الصهيوني من قبل قادة حركة فتح في قلب مؤسسة "الفيفا"؛ هي المفارقة بين أفعال حقيقية بمحاربة التطبيع وبين شعارات وهمية أكل الدهر وشرب على نماذجها الفاشلة.
بذور السلام تلك المخيمات التي أوجدتها شبيبة السلطة للتطبيع في الوقت الذي يبحث فيه الصهيوني عن معسكرات ومخيمات مع دول غربية وإسلامية ليشق طريق التطبيع التي يحاول البعض جاهدا أن يسخر كل إمكانياته لها.
تقوم شركات الاتصالات الدولية بمقاطعة الكيان الصهيوني في الوقت الذي ما زلنا فيه نستقبل رسائل على أجهزتنا الخلوية بأننا نتجول على شبكة صهيونية؛ والرسائل تلك من شركات فلسطينية!!
هنا الغرابة الأكثر أن تستخدم السلطة كلمة سيادة فقط في الاعتداء على الشعب والاعتقال والملاحقة وتختفي تلك الكلمة وتستبدل فورا بعبارة "ما زلنا نعيش تحت الاحتلال" حينما تعجز عن تحقيق إنجاز سياسي أو اقتصادي أو مالي أو صد عدوان واستيطان وتهويد.
نماذج كثيرة تضحك القارئ وتبكي المشاهد للتناقض في مباركة شبيبة السلطة خطوة شبيبة بريطانيا في مقاطعة الاحتلال بينما هم غرقى ويعشقون التطبيع ويحثون عليه ويمارسونه وليس أبشع ولا أكثر جريمة واحتقارا لشعب فلسطين وللمتضامنين معه من أنحاء العالم أن يكون رأس التطبيع هو التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة على شعبها وشعوب أخرى خدمة للاحتلال وتطبيعا علنيا معه.