كشفت هيئة
علماء المسلمين في
لبنان عن ممارسات تعذيب في السجون اللبنانية. من جهة أخرى، طالبت الهيئة
حزب الله بالانسحاب من سوريا والتوقف عن دعم نظام بشار الأسد.
وجاء ذلك في المؤتمر الثالث الذي عقدته الهيئة في بيروت الأحد، تحت عنوان "علماء لبنان.. التحديات والتطلعات" بمشاركة حشد من العلماء والأكاديميين.
وخيمت على أعمال المؤتمر ملفات سياسية داخلية وخارجية، في مقدمتها الأوضاع في سوريا ومشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام هناك، إضافة إلى ملف الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية.
وتحدث رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة، الشيخ أبو بكر الذهبي، لـ"
عربي21"، عن المضامين التي سعت الهيئة إلى إبرازها في مؤتمرها، وجاءت في الكلمة التي ألقاها الرئيس الجديد للهيئة الشيخ علي العمري.
ولفت الشيخ الذهبي إلى أن المؤتمر جاء لـ"إعادة استنهاض الهمم ومواجهة التحديات، حيث درسنا واقع المسلمين في لبنان وواقع العالم العربي والإسلامي ووضعنا تصورات، وأطلقنا مواقف خاصة بالقضايا الداخلية والخارجية"، حسب تأكيده.
وأضاف أن المؤتمر تطرق إلى قضية "الموقوفين ظلما"، مشيرا إلى أنه كان حاضرا في المؤتمر ممثل عن اتحاد الحقوقيين المسلمين، "حيث أصدرنا، بالتعاون معهم، كتابا حول ممارسات
التعذيب الموثقة في السجون اللبنانية".
وبخصوص الأوضاع في منطقة عرسال، قال الشيخ الذهبي إن العلماء تناولوا قضية عرسال، "وحذرنا من مغبة الدخول أو الهجوم عليها، وحملنا الدولة مسؤولية حماية أهلها، واعتبرنا أن الاعتداء عليها إنما هو اعتداء على الطائفة السنية كاملة".
كما جددت الهيئة، حسب الشيخ الذهبي، موقفها الرافض لقتال حزب الله الى جانب النظام السوري، حيث "دعوناه للانسحاب فورا، ونعتبر أنه ذهب إلى سوريا ليدعم رجلا ظالما قاتلا لشعبه، وهو عكس ما كان ينادي به الحسين رضي الله عنه في الوقوف بوجه الظلاّم".
وفيما يتعلق بتصاعد أجواء الاحتقان الطائفي في لبنان، قال الشيخ الذهبي: "نحن أكدنا في المؤتمر أننا مع الوحدة الإسلامية والتقارب، وعدم الانجرار إلى الفتنة". وأضاف: "قلنا إننا لن نرضي أن ينجر لبنان إلى عراق آخر، وسنكون صمام أمان بوجه الفتنة".
واستدرك قائلا: "لكن في المقابل، على الآخرين أن لا يستفزوا الشارع السني، وألايقوموا بأعمال تجعل الأمور تزداد احتقاتا وتزيد من التوتر بين مكونات البلد"، وفق تعبيره.