قال المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية تسفي برئيل، إن تقارير المعارك الدائرة في
سوريا تشير إلى تعاون ضمني بين نظام الأسد وتنظيم الدولة من خلال تمهيده لتحرك الأخير في معاركه ضد الثوار السوريين بحلب.
ولفت برئيل بمقاله في صحيفة "هآرتس" إلى تقرير للسفارة الأمريكية بدمشق على "تويتر"، قالت فيه إن "نظام الأسد يبتعد عن الجبهات التي يحارب فيها داعش وهذا ينفي ادعاءه بمحاربة التنظيم".
وأشار إلى أن "هذه التقارير لا يجب أن تفاجئنا، لأن هذا التعاون لم يبدأ بالأمس: الحكومة السورية عمدت إلى شراء النفط من داعش بأسعار رخيصة، وبيعه للمواطنين. هذا النفط مستخرج من آبار النفط السورية التي يسيطر عليها داعش".
وقال إن نظام الأسد يتعاون مع "داعش" في محاربة الفصائل المعارضة وجيش الفتح الذي حقق انتصارات كبيرة في إدلب وريفها واقترب من الساحل.. والهدف الاستراتيجي لتنظيم الدولة في المنطقة هو السيطرة على الطرق التي تربط بين قوات المعارضة في شمال الدولة وبين
تركيا، وهي الصلة اللوجستية الهامة للثوار.
ورأى أن هذه الاستراتيجية يتم تنسيقها مع نظام الأسد، الذي يستمر في قصف حلب من الجو وقتل العشرات، وهي عملية تستهدف إلهاء قوات جيش الفتح والجيش السوري الحر اللذين يخططان لاحتلال نفس المدينة - وهي حلب - وقطع التواصل الجغرافي بينها وبين اللاذقية، المعقل العلوي للأسد.
وأشار إلى أن التعاون بين النظام وبين داعش لا يتم فقط في جبهة حلب، حيث إن القوات السورية تركت مدينة تدمر وأفسحت المجال للتنظيم بأن يحتلها دون مقاومة، ويبدو أن النظام مستعد لأن يترك درعا لداعش من أجل أن يقاتل المتمردين باسمه.
وشدد على أن التنسيق بين الأسد وداعش يلزم التحالف الغربي والعربي بتعديل الاستراتيجية السابقة التي تقول إن الصراع ضد داعش ينفصل عن الصراع ضد الأسد، وإن الأزمة السورية يجب حلها بالطرق الدبلوماسية فقط، بينما هي ضد داعش تستوجب قوة عسكرية.
وقال إن التأييد الموجود في
السعودية ودول الخليج وتركيا لتغيير هذا الاتجاه في محاربة داعش فقط قد يضطر الولايات المتحدة إلى الكف عن ترددها حول التدخل العسكري المباشر في سوريا، ومن المتوقع أن تمنح الثوار على الأقل الدفاع الجوي حتى وإن لم تعلن عن حظر الطيران.