قـال مصدر عسـكري من الفصائل المقاتلة، يعمل على أرض مخيم اليرمـوك، جنوب
دمشق، إن المخيـم الذي يعد أكبـر تجمـع للاجئين الفلسطينيين على الأراضي السـورية، يخضـع بشكل كامل لسـيطرة تنظيم الدولـة وجبهة النصرة حاليا، في حين يُعتقد أن المخيم بدأ يسقط بيد النظام السـوري والمليشـيات الفلســطينية المسـاندة له.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشـف عن اسـمه، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن فصائل الثوار انسحبت إلى بلدات الريف الجنوبي، في كـل من يلدا وببيلا وبيت سحم، إثـر اندلاع مواجهـات عنيفة مع تنظـيم الدولة أفضت إلى انسـحاب كتـائب أكناف بيت المقدس وحركة أحرار الـشام الإسـلامية وكتـائب فلسـطينية صغيرة، في مطلـع شهر نيـسان/ أبريل الماضـي.
وتحدث المصـدر عن بدايـة مرحلة سـقوط مخيم اليرمـوك بيد النظام السـوري والمليشـيات الفلســطينية الموالية له، بعد سـيطرة جبهة النصرة وتنظيم الدولة على كامل أرض المخيم، حيث خسر التنظيم محور الشهداء كاملا، بعد سقوطه بيد النظام السـوري، وصولا إلى بداية سـاحة الريجة من جهة شـارع اليرموك شـمالا.
وأرجع المصدر الـسبب لعدم قدرة
تنظيم الدولة وجبهة النصرة على تغطية كامل الجبهات بعناصرهما، وتغطية جميع المعارك الدائرة بين جبهة النصرة والتنظيم من جهة، والفصائل العسـكرية الأخرى من جهة ثانية، فضلا عن الاشتباكات مع قوات النـظام السـوري في المنطقة.
وتحدث القيادي العسـكري لـ"عربي21" عن بـوادر توقيـع هدنة داخليـة، تتكـون أطـرافها من تنظيم الدولة وجبهة النصرة من جهة، وكتائب المعارضة السورية المتمثلة في لواء شام الرسول، وأكناف بيت القدس، وأبابيل حوران، وأهم الكتائب العاملة على أرض ريف دمشق الجنوبي والقريبة من المخيم في كل من بلدات بيت سحم، ويلدا وببيلا، حيث تعد هذه الفصائل في قتال ومواجهات مستمرة مع التنظيم والجبهة المسيطرين على
مخيم اليرموك.
وقال: "إن توقيع مبادرة تهدئة داخلية تأتي بهدف وقف استنزاف حياة الشبان المقاتلين على الجبهات، وتوحيد وجهة القتال والمعارك"، في إشارة إلى النظام السوري.
وكان قد شهد مخيم اليرموك نزوح مئات العائلات منه باتجاه المناطق المهادنة في المناطق الواقعة جنوب العاصمة، في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي. وقدر عدد النازحين بحوالي ألفي عائلة من أهالي المخيم إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بسبب اشتداد وتيرة المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة، الذي كان يسيطر حينها على قرابة 80 في المئة من أرض المخيم.
وأكد ناشطون بقاء ما يقرب من 2500 عائلة داخل المخيم في ظروف صعبة، بسبب قصف قوات النظام للمخيم بمختلف أنواع الأسلحة، والمعارك الدائرة.