نشر
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى دراسة ناقش فيها خيارات البدء بين مدينتي الأنبار أو
الموصل ضمن معركة التحالف الدولي مع
تنظيم الدولة.
وبدأ الباحث في المعهد مايكل نايتس دراسته بالحديث عن مواجهة التحالف في الأنبار، إذ قال إن "طرد تنظيم الدولة من تكريت دفعها لشن هجوم على الأنبار"، في معركة استمرت 45 يوما.
وتحدث نايتس في دراسته عن استراتيجية العبادي باستعادة الأنبار عن طريق
وحدات الحشد الشعبي، والتركيز على معركة الأنبار، وتفضيلها على الموصل، لتسجيل انتصارات على المدى القريب.
وتابع بأنه بعد انتهاء معركة تكريت، بدأت القوات
العراقية ووحدات الحشد الشعبي معركة الأنبار، قبل وقت قليل من سقوط الرمادي، على عدة جبهات شرق وغرب المدينة، وتم تعزيزها بعد سقوط الأنبار التي أصبحت الأولوية الأولى الآن، بحسب دراسة المعهد.
أما معركة الموصل، فرأى نايتس أنها لن تكون في العام 2015 على الأرجح، بحسب عدد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، مشيرا إلى أن سبب ذلك هو تعزيز تنظيم الدولة لوجوده هناك، عبر سيطرته نهاية الشهر الماضي على مصفاة بيجي وحقل حمرين.
وأضاف نايتس أن هناك أسبابا أكثر أهمية وراء ذلك، منها أن فكرة العمل السريع، التي كانت تسعى لتحقيق ضربة قاضية لاستعادة الموصل عبر وزير الدفاع الموصلي خالد العبيدي، تلاشت، خصوصا مع سعي واشنطن لتخفيف الثقة العراقية المفرطة بأن تحقيق تقدم خفيف وسريع يمكن أن يفجر فقاعة سيطرة التنظيم على الموصل.
وما زال شعار "الموصل أولا" متداولا في الأوساط السياسية، مثل المقابلة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي العبادي مع "بي بي سي" في شهر شباط/ فبراير الماضي، متأملا استعادتها بوقت قصير، وهو ما لم يعد متاحا خلال هذا العام.
وحول الخيارات المطروحة التي توضح المشكلة، أوضح نايتس أن أولها هو أن الفصائل السنية غير قادرة على تقديم قوة سنية تستعيد الموصل، بعكس الأنبار التي "تسهل اتحادات عشائرية قوية التعبئة السريعة"، على حد قوله.
وبعد ذلك، فإن القبائل الريفية السنية ليست طرفا عسكريا بارزا، والأكراد لن يلعبوا أكثر من دور مساند على أطراف المعركة، وفق الباحث نايتس.
وطبقا للدراسة، ترجع تلك المعركة إلى قوات الأمن العراقية ووحدات الحشد الشعبي اللتين تقاتلان في الكثير من الجبهات العراقية، وتستعد لحماية بغداد وطرق الحج خلال الفترة القريبة المليئة بالشعائر الدينية، أو أنها تفتقر لما يكفي من الألوية العملياتية لإدارة كل هذه العمليات معا، ما يهدد بإنهاكها في هذه المعارك.
وتساءل نايتس عن رغبة الحكومة العراقية باستعادة الموصل، موضحا أن العبادي قد يشكك في الضرورة الاستراتيجية لاستعادة المدينة التي لا يوجد بها أي حلفاء للحكومة، وهو ما حصل سابقا في الفلوجة التي تركتها الحكومة لمدة 16 شهرا، وهي قرب بغداد.
واختتم نايتس الدراسة بالدعوة للتركيز على حملة "الأنبار أولا، وتبني نهج يحتاج وقتا لجني ثماره في الموصل، لكنه يعني المزيد من التخطيط والأمل بأن شكل فرصة لتعلم دروس قيمة في التعاون بين السنة والحكومة، ولن تطبق جميعها في الموصل"، داعيا الحكومة للاستفادة عبر زيادة "وحدات الحشد الشعبي"، واختيار الوحدات الشيعية، وزيادة التنسيق بينها وبين التحالف.