لأول مرة منذ قيادة السيسي انقلابه في الثالث من تموز/ يوليو 2013، طالب صحفي
مصري بجريدة "
الأهرام" (لسان حال نظام حكم السيسي)، بفتح دائم لمعبر
رفح، معتبرا ذلك مطلبا للأمن القومي المصري.
وقال نائب رئيس تحرير الأهرام، رئيس القسم السياسي فيها، الصحفي أشرف
أبو الهول، في مقاله بالجريدة، الاثنين، تحت عنوان: "افتحوا
معبر رفح": "رغم اقتناعي التام بحق مصر في تقييد الحركة على معبر رفح، وفتحه وإغلاقه حسب التطورات الأمنية في سيناء، فإنني أعتقد الآن أن الوقت حان لإعادة تقييم هذه السياسة، وفتح المعبر بشكل دائم، وضمن قيود صارمة".
وعلل أبو الهول مطلبه بأنه: "تراجعت، وبقوة، التهديدات الإرهابية نتيجة الحرب البطولية التي يشنها جيشنا العظيم، ومعه الشرطة الباسلة، ضد الجماعات التكفيرية في شمال سيناء، علاوة على أن إقامة المنطقة المؤمنة بين مصر وغزة تمضي قدما وبشكل جيد جدا، ما أدى للقضاء على الأغلبية العظمى من الأنفاق، ولم يتبق منها، طبقا للمنطق، إلا أعداد محدودة من الأنفاق الاستراتيجية الطويلة، وجار الوصول إليها، وتدميرها"، وفق قوله.
وأضاف: "إذا كان إغلاق معبر رفح فى العامين الماضيين لفترات طويلة، وفتحه عند الضرورة القصوى، يمثل مطلبا للأمن القومي المصري، فإن فتحه الآن، وبشكل دائم، بات أيضا مطلبا للأمن القومي المصري، لأن المتضرر الأول من إغلاقه هو المواطن البسيط في غزة الذي يحتاج للخروج أو الدخول من القطاع للعلاج أو العمل أو إعادة لم الشمل".
وتابع بأن الكثير من العالقين في الداخل لهم زوجات وأبناء في الخارج يريدون الانضمام إليهم، وذلك على عكس الأغنياء والمتنفذين والإعلاميين والحقوقيين، الذين يمكنهم التحرك بكل حرية من خلال معبر بيت حانون (إريتز) مع إسرائيل، على حد تعبيره.
واستطرد: "من خلال متابعتي للأوضاع في غزة، أستطيع أن أقول وبثقة إن إغلاق المعبر تحول إلى مطلب للتكفيريين، وأعداء ثورة 30 يونيو في القطاع، لأنهم يستغلون ذلك في شحن البسطاء ضد مصر، وفى تجنيد عناصر جديدة لتنظيماتهم الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر، ولكن الأطرف من ذلك هو أن إسرائيل تتعمد انتقاد إغلاق معبر رفح، لتزداد قربا من أصدقائها الجدد فى غزة"، وفق مزاعمه.
وبحسب تقارير دولية، لم تفتح السلطات المصرية طيلة الثلث الأول من عام 2015 معبر رفح سوى خمسة أيام فقط.
ولطالما طالب القادة الفلسطينيون مصر بفتح المعبر، وأبدوا تعاونا كاملا في هدم الأنفاق على الحدود، لكن نظام حكم السيسي تعمد إطالة أمد غلق المعبر، وشن حملة غير مسبوقة لهدم الأنفاق، وتهجير مواطني شمال سيناء من المنطقة الحدودية برفح، وإنشاء منطقة عازلة قال الجيش المصري إنها سوف تمتد إلى نحو خمسة كيلومترات.
و"أشرف أبو الهول" صحفي معروف بأنه أحد أشد مؤيدي الانقلاب والسيسي و30 يونيو، ويطالب صحفيون مصريون بإسقاط عضوية نقابة الصحفيين عنه، نظرا لأنه عمل مراسلا لـ"الأهرام" من القدس المحتلة، ومارس تطبيعا مع الكيان الصهيوني، بالمخالفة للوائح نقابة الصحفيين المصريين.
وكانت صحف ومواقع إسرائيلية أبدت تعاطفها مؤخرا مع الفلسطينيين العالقين على معبر رفح، في وقت قررت فيه السلطات المصرية فتح المعبر ساعات محدودة، على مدى الأيام الأخيرة، قبل أن تعاود غلقه مجددا.
واستهلت صحيفة "هآرتس" تقريرها بالقول: "الآلاف من سكان غزة -بينهم مرضى- بحاجة للعناية الطبية خارج القطاع، وطلاب يخشون خسارة منحهم الدراسية، ينتظرون لوقت طويل للخروج من القطاع".