قال بيتر بيرغن، المحلل الأمني لشبكة "
سي إن إن" الأمريكية إن بقع الدم الوحيدة التي عثر عليها بمقر زعيم
تنظيم القاعدة، أسامة
بن لادن، كانت في سقف الغرفة وليس على جدرانها، مضيفا أن المقر كان شاهدا على آثار معركة قاسية تدل على أن المشاركين فيها من عناصر القوات الخاصة.
وأضاف بيرغن، مخرج المقابلة التلفزيونية الأولى لزعيم تنظيم القاعدة الراحل عام 1997، بحسب ما نقلت الشبكة الأمريكية: "لقد تجولت في معقل بن لادن ببلدة أبوت أباد الباكستانية قبل هدمه بأسبوعين، والمكان كان يبدو وكأنه ساحة معركة حقيقية، وقد شاهدت ما بات لاحقا مثار جدل، والمتعلق بمواجهة نارية وقعت في أحد الأبنية الصغيرة بالمجمع".
وأشار صاحب المؤلفات الخاصة بحياة بن لادن ومقتله، إلى أنه "كانت هناك أيضا مواجهات في أماكن أخرى وآثار للزجاج المحطم في كل غرفة، وهذا طبعا يدل على نوعية الأسلحة المستخدمة في العملية، فالهجوم كان من تنفيذ مجموعات من القوات الخاصة وليس من ناشطي الصليب الأحمر".
وحول وجود دماء متناثرة في غرفة بن لادن تدل على تعرضه لإطلاق نار، قال بيرغن: "لم أشاهد دماء متناثرة، ولكن كان هناك ما يبدو أنها بقع داكنة اللون على سقف الغرفة، وقد قال لي الناس الذين تجولوا معي في الموقع إن بن لادن كان طويل القامة، وبالتالي فقد تناثرت دماؤه على السقف ومن ثم تجمدت وتحولت إلى تلك المادة الداكنة التي تظهر في السقف".
وحول ما كشفته الوثائق التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية قبل عدة أيام، عن شعوره قبل مقتله بخمسة أشهر بأنه بات يشكل مصدرا للضغط الأمني على مضيفيه، مؤكدا تفكيره في الانتقال من أبوت أباد، قال بيرغن: "بكل الأحوال فإن إمكانية مغادرته لمكانه كانت قائمة، كما أن الأجهزة الأمنية الأمريكية لم تكن متأكدة بنسبة مائة في المائة من وجوده بهذا الموقع".
وختم بيرغن الذي كان يعلق على التقارير الأخيرة حول طريقة مقتل بن لادن والتشكيك في المعلومات الأمنية الواردة حوله بالقول: "في ذلك الوقت كانت الآراء حول مكان وجوده فيها انقسام كبير، فمن كان يعرفه ويعرف طريقة تفكيره كان يدرك أنه موجود بذلك المكان، أما من كان متأثرا بفترة الجدل حول مصداقية الأدلة، وخاصة بعد قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، فقد شكك كثيرا في صحة تلك المعلومات".